حالة جديدة برزت بانطلاق "تحالف الأمة" ككتلة تتصف بالقوة في الشارع يقوي بعضها بعضا كما ذكر لنا رئيس حزب العمل الأستاذ مجدي حسين في حواره مع "شبكة رصد"، ونتعجب من توقيت الانطلاق في ذروة صراع بين الشرعية، والذين خسروا عطاءات الرئيس السابق، ولم يستطيعوا الحفاظ على النظام ولو بالدم ، بل إن قدر الكراهية الكبير ظهرت بوادره في نقمة الشعب المصري على الحرائق، والخراب الذي يشهدونه وتنقله شاشات التلفاز ، وكيل الاتهامات ، والسباب غير الصالح للاستهلاك ، ورعونة بعض من كانوا يطلقون عليهم ثوارا، في التهييج، والتثبيط ، واليأس، وحالة التخبط التي يعيشها التكتل الليبرالي وقادته "جبهة الإنقاذ" التي لم يكن لها حظ من اسمها .
فمنذ انطلاق التحالف إلى مفاجأة مشاركة الليبراليين في الانتخابات البرلمانية القادمة بعد طويل رفض، وتعنت وتخوين، ومئات البرامج المرئية التي تشهد على"معارك طواحين الهواء"، بعضها يتحدث في موضوع له قدر من الأهمية، والبعض يعبث، ويخوض في غير موضوع يهم قطاع من الشعب المهموم..ومن البداية نتعرف على النهاية مع حوار ضيفنا الكريم مجدي حسين:
ـ تحالف الأمة جمع العديد من الأحزاب ولم تجد أحزابا أخرى لها ثقل فهل يظل الباب مفتوحا لأحزاب أخرى ترددت ؟
نحن أصحاب مدرسة التوحيد والتجميع، وحدة الأمة وجمع القوى الوطنية والإسلامية كما كنا في ثورة 25 يناير بهدف إسقاط مبارك، وبعد الثورة كنا مبادرين إلى فكرة التحالف الديمقراطي التي كنا ننادي بها ، وكان تطبيقها تنفيذا لهذه الفكرة ودخلنا مجلس الشعب بـ 12 حزبا ، ثم حدث التفكك وعملية الاستقطاب الكبير من قبل قوى فاعلة ، لكن نؤمل أن تدخل قوى أخرى في تحالف الأمة .
لماذا لم يدخل التحالف أحزاب وقوى لها تواجد على الأرض ولها خبرة سياسية ؟
ـ نحن أصحاب رسالة وأصحاب الرسالات يختارون الطريق الأصعب ، لأن الطريق السهل لا يوصل إلى شيئ، ونحن نؤمن أن الحياة كلها تعب ونحن مع المبادئ أولا ، ولا نفكر في النجاح في الانتخابات بعيدا عن المبادئ، ثم تأتي فرص النجاح ثانيا فإن كانت المبادئ ستحقق 10% نجاح قبلنا ، لابد من تقديم الوحدة ، واستقلال الوطن ، ومشاركة الجميع ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ولكن نتمنى لتيار شعبي كبير كحزب العمل له ثقل في الشارع وفي أرجاء مصر ان يحقق نتائج لها وزنها ، ونأمل أن تقوم قوة شعبية بالمشاركة وخاصة أنها وصلت للرئاسة .ونحن نعرف أن الحرية والعدالة لهم وزن، والقوى التي تجمعت في التحالف إضافة تقوى الدولة ، فإن تجمعنا معا وفق رؤى ومبادئ إسلامية هذا سيؤدي إلى نوع من الزخم بمثابة حالة شعبية جديدة ستفجر طاقات لم تكن موجودة .
هل تتوقع في اللحظات الأخيرة أن تنضم قوى إسلامية أخرى للتحالف ؟
نحن لنا حوارات جدية مع الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية والأصالة .
أنصار الأستاذ حازم صلاح تمت تجربتهم بنجاح في الحشد ولكن لم تكن لهم سابقة سياسة وممارسة العمل السياسي فهل من الممكن أن تحدث لهم حالة من الوعي لإدراك طبيعة العمل السياسي؟
تبرز أهمية العمل الجماعي والعمل التحالفي، فهناك نوع من التكامل على أرض الواقع ، ونحن يقوي بعضنا بعضا، وكل تيار له سلبيات وإيجابيات و"يد الله مع الجماعة" ، سنتجاوز عن السلبيات ونقوي الإيجابيات، نحن نشعر بهذا التكامل في لقاءاتنا.
بعض القوى يقولون أن أنصار الشيخ حازم جماعة ضغط متميزة وليست حزبا منظما ؟
نحن أمام تيار داخل التيار الإسلامي نشعر أنه أكثر قربا من حزب العمل، يؤمن بما نؤمن به من مبادئ، كالإيمان بالاستقلال والوحدة، بخلاف المناورات السياسية للسياسيين التقليديين الذين يؤمنون بالمناورات والألاعيب السياسية فنحن في التحالف وعلى رأس الحلفاء الشيخ حازم لدينا ملامح الفكر الإسلامي متميزة.
هل من الممكن أن نفاجأ بدخول قوى أخرى في التحالف لتربك المشهد السياسي ؟
أحيانا وضع مواد قد تبدو مختلفة تحدث تفجيرا ليظهر مكوّنٌ جديدٌ غير متوقّع ،المواطنون العاديون بدوافع عدّة شاركوا معنا وتوافقوا من أجل المبادئ التي نومن بها ، كنا نشعر بمدى الأمل والسعادة على وجوههم لخطوة التحالف، إعلان تحالف الأمة كان بمثابة الحجر في المياه الراكدة ، كسر حالة الجمود التي تغشى الساحة المصرية، نحن لا نعادي الإخوان حيث تحالفنا معهم 1987 وخضنا معهم الانتخابات لتحقق نتائج لها احترامها.
نحن نطرح أفكارنا للجميع نريد تعميم الفكرة، والواقع الحالي معقد وبه الكثير من السلبيات التي ليست وليدة الساعة لتراكمات النظام السابق ولكن يجمع كل ألوان الطيف السياسي،توجد هجمة على الإخوان من قبل المناوئين يريدون تحميل الحكم كافة السلبيات وهذه انتهازية رخيصة، نحن نؤيد الشرعية، ونؤيد المشروعات المستقبلية مثل تصنيع "الرمال السوداء"، لقد دعمنا الرئيس محمد مرسي حين أعاد النظام العسكري إلى ثكناته، وأعتقد أن ذلك نال رضا الكثيرين وغضب البعض، ودعمناه في في تحصين الدستور والجمعية الدستورية بالإعلان الدستوري، كعمل انتقالي وليس السيطرة المطلقة، ودعمنا الرئاسة في خروج الدستور بالاستفتاء إلى النور.
الحرية والعدالة لهم تحالفات أيضا فهل هذا من الممكن أن يُحدث ضعفـًا للصوت الإسلامي عند الاحتكام للصندوق ، وهناك إلصاق تهم مستمر للإسلاميين ؟
الاختلاف ليس مجرد صراع على المناصب الانتخابات بالقائمة النسبية فكرة عبقرية وتعد من أفضل الانتخابات في العالم لأنها لا تشكل خصومات ، في الانتخابات الماضية كانت هناك قوى إسلامية تعاونت فيما بعد في البرلمان، هناك محاولات تشويه للتيار الإسلامي ، وصرفه عن أولوياته بأمور عكس أولويات الأمة ، إن بين المسلمين اجتهادات مختلفة فليس كل إنسان بلحية من الإخوان.
صرحتم بأنّ "تحالف الأمّة" خيار ثالث وسط بعيدا عن الإخوان، وجبهة الإنقاذ يعني هذا أنكم ستعملون بانفرادية ؟
لنا أطروحة مختلفة عن الطرفين ، فلا أستطيع النزول مع الإخوان بقائمة واحدة وأنا أخالفهم في موضوع قرض صندوق النقد الدولي، والسندات أو الصكوك، فهذه سياسة اقتصادية، والخيار للشعب المصري فالرجوع له مؤكد فيما بعد الثورة ، فأنا ـ كحزب العمل ـ لا أريد منازعتهم السلطان أو التميز عنهم وهذا رأيي أو اجتهادي ، والإخوان لهم خيار ، ولو نجح خيارهم مستعد أن أعتذر عن أخطائي، رغم أن هذا فكري من قبل الثورة وأنا أؤمن بالتنمية المستقلة ولابد من تصفية النفوذ الصهيوني الأمريكي أولا، في حين يرى البعض أن يتم تصفيته فيما بعد ، وأنا لا أتهمهم في وطنيتهم أو إسلامهم ، وأنا لا أرى وضع العربة قبل الحصان، فلا يجب أن نبدأ في مشكلة المرور، والعشوائيات، وكافة مشكلات مصر قبل تصفية النفوذ الأمريكي أولا، وهذا هو الأسلوب الذي يمكن أن يوحد الشعب المصري، ومن عتابنا للرئيس أنه لو استمع للشعب المصري سيقف الشعب معه وسيتجاوز عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، والرئيس مرسي لا يريد أن يحل الموضوعات بثورية، ويستخدم شعار ليس كل ما يعرف يقال، الحكمة صحيحة وأنا أدرك مراميها، وأعمل بها أحيانا ، وكان من الأولى أن يطلع الشعب على الواقع .
كشفت مصادر عن دخول جبهة الإنقاذ الانتخابات بقوائم سرية ثم يؤكد بعض الرموز بعد دعوة أمريكية أن هناك مشاركة ماذا يعني ذلك؟
منذ أيام دعا البرادعي إلى المشاركة ، والوفد ، وأيمن نور وهو ليس من جبهة الإنقاذ لقد انفرط العقد، ولكن يبدو أن جهات الدعم طلبت ذلك، البرادعي اعتبر أن حكم المحكمة بإعادة القانون إلى المحكمة الدستورية سبب قرار فكرة المشاركة في الانتخابات ، "الإنقاذ " لم يقاطعوا الانتخابات وأخذوا بنصيحة جون كيري، وكانوا قد ادعوا أنهم لم يلتقوا به ، ولكن مصادر قالت أن بعضهم التقى به ، والآخر اتصل به تليفونيا.
كانت الجارديان قد نشرت أن تردد الليبراليين في قرار المشاركة نابع من أنهم لم يحققوا نتيجة تذكر عبر الصندوق أمام كتلة الإسلاميين الثابتة ليلجئوا إلى العنف ..فبم تفسر ذلك ؟
هذا تفسير ما حدث ويحدث الآن من مظاهر العنف المدفوع ، أنت أمامك انتخابات وفق الدستور الحالي لو حصلت على 50% +1 أصبحت مسيطرا على السلطة التشريعية وتشكل الحكومة وتسيطر على السلطة التنفيذية فكيف تقاطع الانتخابات ؟!..
نشعر أن الحريق والمظاهرات العنيفة متزامنة في كافة أرجاء مصر، سرعان ما تمتد إلى أماكن أخرى ..ما تفسير ذلك من وجهة نظرك ؟
هذا ملحظ لا تفسير له إلا أن مصدر التمويل منظم وهو الذي يحرك البلطجية ، ولا مانع أن تشاركهم الرموز والتي من المفترض أن تعمل لصالح الوطن هناك تعاون أمني ، فلولي ، عسكري ، أمريكي ، إنقاذي هم المسئولون عن إدارة الأزمة بنسب متفاوتة أو بالتغاضي
والملاحظ أن في الانتخابات يختفي العنف من المؤكد أن هناك فئة تدير منظومة الفساد بمثابة تهدئة للعب للنزول إلى الانتخابات بدليل أن العنف المفرط خف كثيرا، ولكن نلحظ أن العنف كان حريصا على أن يلحق الضرر بفندقين من أشهر الفنادق سميراميس وشبرد، وإشعال حريق، ومن المستفيد من ضرب السياحة ؟؟ في حريق القاهرة في حقبة الخمسينات في القرن الماضي كان حريق القاهرة منصبا على المؤسسات الأجنبية ، كان الضرب لمصلحة البلد والانتقام من المحتل وأعوانه.
الملاحظ أن بعد النتائج الانتخابية يبدأ التخطيط لعنف جديد مادام الفائز ممن لا يشتهون ، إذن الكارثة هي ثقافة العنف كتعويض عن "الكسب المشروع" عبر الصناديق، بالطبع الوطن لا يهم هؤلاء وخاصة أن الأدوات هي البلطجية وصغار السن باتفاقات مسبقة.
بعض المحكوم عليهم بالإعدام في أحداث إستاد بورسعيد أعلنوا أن لديهم معلومات عن المحرضين والبلطجية والمجرمين ..ماذا تتوقع من ردة فعل هذا التصريح ؟
في مثل هذه الأحوال يجري الاتصال بهم ويتلقون العهود والمواثيق للحصول على البراءة في النقض وهذا سيستغرق وقتا طويلا يصل إلى سنة ، والنقض يستغرق هذه المدة وربما ستة أشهر .
غالب المفرج عنهم من رجال مبارك لم يعترف أحد منهم بشئ يدين النظام، ولم يقدم أدلة اتهام لأحد أنهم أولياء بعض، فاروق العقدة خرج من دون أن يعترف بكيفية خروج 30 مليارا ، إن شاء الله سيكشف الفاسدون في الدنيا ، وفي الآخرة والله لا يحب الفساد .
ما مستقبل الأحزاب الليبرالية عقب الانتخابات القادمة ؟
الانتخابات القادمة حاسمة وهم كانوا يهربون منها من أجل الفشل ، ولم يواصلوا الهرب لأن أمريكا والكبار رفضوا أمريكا تعمل بقدر من الضغط ، لقد بدأت تجريه وتريد أن تكملها ليس في مصر فقط ، بل في ليبيا ، وسوريا ، واليمن ، وتونس وغيرها، أمريكا لا زالت تراهن على التعايش مع التيار الإسلامي مع أمركته وتعميم تجربة تركيا أن تكون إسلاميا وعضوا في حلف الناتو..! وتكون لك علاقات مع الكيان الإسرائيلي .
الإعلام نلحظ أنه دخل في حالة الهدوء النسبي إلا تدرى ما هي الأسباب ؟
أكيد سيخرج من حالة التحريض على التمرد إلى حالة مهاجمة التيار الإسلامي ، ونصرة التيار الليبرالي ويلتزم نسبيا بقواعد اللعبة الانتخابية ، بطبيعة الحال الصف سينقسم وستحول الموضوع إلى المؤتمرات الانتخابية ويلتقط تصريحا هنا أو هناك، برغم كل ما فعلوه مرسي يتجه للاستقرار.. وستنتصر الثورة رغم المصاعب .