نشر موقع أتلانتيك .Atlantic، في الذكرى العاشرة لاحتلال العراق تحت عنوان ( حرب العراق في الذكرى العاشرة للغزو Iraq War's 10th Anniversary: The Invasion) كتب المحرر عن الغزو ألأمريكي للعراق، قائلا : يجب أن تدرك شعوبنا أن أمريكا تعمل من أجل مصالحها، ومصالح حلفائها، أو تقوم بضربات وقائية حتى لو كانت تأتي بزعم وليس لبراهين مؤكدة .
كان الوهم لدى أمريكا أن العراق يمكن أن تملك أسلحة دمار شامل، وأسلحة كيماوية على غرار ما استخدمها الجيش الإيراني أو العراقي على اختلاف بين الفريقين في حلبجة، بل وأسلحة جرثومية، فالفرض أن العراق لا يستسلم بسهولة كان ملحا، وتدمير المفاعل في مراحله المتقدمة ربما أعقبه إعادة استنساخ مشروع مماثل.
ولكن أثبت الواقع أن الوهم هو سيد الموقف، وأنه منذ ضرب المفاعل النووي العراقي في يونيو في 7 يونيو 1981 لم تقم للعراق قائمة في الأبحاث النووية رغم أن المشروع وصل إلى مرحلة تخصيب اليورانيوم .
بعد مرور 10 سنوات من احتلال الولايات المتحدة وحلفائها للعراق متهمين إياها بأن لديها أسلحة دمار شامل،وعلى الرغم من رفض الكثير من البلدان في كافة أرجاء العالم لضرب العراق لمجرد الظن، وعدم الموافقة على تدمير العراق من قبل الأمم المتحدة إلا أنّ أمريكا وحلفاءها ضربوا بذلك عرض الحائط، لينطلق 200.000 جندي في أرجاء العراق في مارس 2003 عقب ضربات جوية واسعة النطاق، واستخدم اليورانيوم المنضد في ذلك أتت على الأخضر واليابس.
وعقب سقوط بغداد السريع غرقت العراق في فوضى عارمة ، كانت الحرب الطائفية هي سيدة الموقف ، وتدخل تنظيم القاعدة بالعراق بإيعاز خارجي ، كان سوء إدارة الاحتلال سببا في اشتعال لموقف ، وخاصة أن الهم الأكبر هو تأمين النفط العراقي الذي تترقبه الآلة الصناعية في الولايات المتحدة لتسديد فاتورة الحرب التي خاضتها بالوكالة عن مناوئي نظام صدام .
عشرسنوات من الإخفاق في إدارة الصراع في العراق، ودعوة تقسيمه أخذت طابعا تنفيذيا فالأكراد سيطروا على الشمال بما فيه من نفط ، والجنوب سيطر عليه شيعة العراق مدعومين من إيران ، والجزء الوسط يعاني فيه أهل السنة الأمرين ، وإن كانوا الآن بدأوا في انتفاضة لحاقا بالربيع العربي الذي قلب الموازين ، وخلع العملاء والأفاقين، ويحاول أن يعيد الحق لبعض من سلبوا حقوقهم . فهل تعود العراق ، وبقاع كثيرة راغبة في التحرر إلى سيادة شعوبها وليس لديكتاتوريات ظالمة تسعى فقط لإعلاء شأن الطائفية وبها تقاتل.