كشف د.عماد الديب -مساعد كبير الأطباء الشرعيين للتشريح، رئيس قسم التشريح- أن عددًا كبيرًا من جثث المتوفيين في أحداث الاتحادية ومحمد محمود الثانية وبورسعيد الأخيرة قتلوا بنوع معين من السلاح لم يكن موجودًا قبل نجاح الثورة وتنحي مبارك.
وأضاف الديب لصحيفة "الأخبار" أن هذا النوع من السلاح عبارة عن رش أو(بلي) أكبر حجم يقوم باختراق الجسم ولا يترك أثرًا للتعرف من خلاله علي نوع السلاح المستخدم تمهيدا للوصول للجاني.
وأوضح أن هذا السلاح ليس من نوعية الأسلحة المصرح بها لوزارة الداخلية، كما أن المثير للاستغراب بان هناك جثثا أخري لأحداث قتل جنائية اكتشفنا بعد تشريحها أنها مقتولة بهذا النوع من الرصاص وهو ما يعني أن هذا السلاح متوفر لدي المواطنين.. مما يؤكد بان هناك عقلا مدبرًا لأحداث القتل التي حدثت خلال التظاهرات والاعتصامات والاشتباكات الأخيرة، وأن ذلك ويؤكد أيضا علي وجود طرف ثالث مسئول عما يحدث في مصر.
وفجر الدكتور عماد الديب عدة مفاجآت منها أن الطب الشرعي لم يستطع حتي الآن بعد تشريح جثث المتوفين في حادث الخصوص التعرف علي نوع السلاح المستخدم في القتل حيث يدخل ضمن القتل بطريقة القذف" بالبلي"، وهي الطريقة التي قتل بها الشهيدان (جيكا) والحسيني أبو ضيف وكذلك معظم الشهداء في أحداث الاتحادية، مطالبا الدولة وأجهزتها الأمنية بسرعة التدخل وتحديد أماكن تداول وبيع مثل هذا النوع من السلاح .
وحول قصة المتوفي محمد الجندي، أكد أن اختلاف تقارير الطب الشرعي أمر وارد لان التشريح درجات مؤكدًا بان الجندي قتل بحادث سيارة وهذا كلام نهائي وحقيقي، وفقا لتقرير الطب الشرعي الأول، أما بخصوص تقرير اللجنة الثلاثية التي شكلتها النيابة وأكدت وفاة الجندي نتيجة لتعذيب فهو مردود عليه بأن جميع الإصابات إلي شهدها جسد الجندي كانت ناتجة عن حادث سيارة، وأن اللجنة الثلاثية اعتمدت في تقريرها علي الأجزاء البارزة من جسده والتي لم تتعرض لاصابات وانتهت إلي أنه طالما لم تتعرض البروز في جسد الجندي مثل انفه واذنه إلي إصابات فهذا دليل علي وفاته نتيجة التعذيبوهو كلام يخص اللجنة وحدها، وهناك لجنه خماسية شكلتها النيابة من اساتذه الجامعات ورفضنا المشاركة فيها، لأننا متأكدون بان الجندي قتل نتيجة حادث سيارة.
وحول تصريحات الدكتور إحسان جورجي -كبير الأطباء الشرعيين السابق- والتي تضمنت بان جميع من قتلوا في عهد الرئيس مرسي تم استهدافهم من الرأس، أكد د. عماد بأنه هذا كلام خاطئ جملة وتفصيلا، لان الدكتور إحسان اعتمد علي نظرية خاطئة تقارن عدد القتلي بمكان الطلقات التي تعرضوا لها، دون أن يضم إليهم أعداد المصابين، كما أن إطلاق الرصاص علي الرأس معناه أن مطلق الرصاص كان في موقف المدافع عن النفس وفي مكان أعلي واقرب من المجني عليه.
وأشار الديب أن الـ50 جثة الموجودة بمشرحة زينهم ليس لها علاقة بإحداث الثورة وان معظم الجثث مجهولة الهوية ومطموسة المعالم ومعظمها تم العثور عليها اما مقتولة في الصحراء أو مقطعة الأوصال أو لاطفال لقطاء.
وأوضح أن المشرحة خاطبت النيابة للتصريح لها بدفن الجثث، باعتبار أن النيابة هي من احضرت الجثث إلي المشرحة، نافيا أن يكون طلب التصريح بالدفن يعود إلي عدم وجود أماكن بالثلاجات لجثث جديدة