في محاولة لإخلاء كل طرف مسئوليته عن حادثة الباخرة " نايل فيستفال " التي التهمتها النيران بالكامل ،صباح أمس الأربعاء، بمركز إدفو محافظة أسوان، تبادل كلٌ من أحمد محمد نجيب، مدير المركب، وصابر سند ،رئيس مجلس مدينة إدفو، الاتهامات بشأن التقصير في احتواء الحادث، وعدم التعامل مع الحريق بشكل سريع وفعّال، بالصورة التي كان من الممكن من خلالها تقليل حجم الخسائر المادية، والسيطرة على النار واحتوائها في بؤرة صغيرة، وهو ما لم يتحقق بعد أن أكلت النيران الأخضر واليابس، حتى أصبحت الباخرة عبارة عن قطعة كعك متفحمة.
من جانبه، اتهم أحمد نجيب مدير المركب الحماية المدنية بمدينة إدفو بضعف الإمكانيات، وعدم التعامل مع الأزمة بشكل جيد، نافياً أن يكون سبب انتشار الحريق غاز الفريون كما روج البعض، وعلّل ذلك بأن مركز الفريون في مؤخرة الباخرة في حين أن بداية الحريق كانت في المطبخ بالنصف الأمامي من المركب.
وقال لشبكة رصد الإخبارية أن عربة الإطفاء الوحيدة الموجودة على المرسى السياحي والمخصصة للتعامل مع مثل هذه الحوادث ويبعد مركزها عن مكان الحريق بحوالي 200 متر كانت معطوبة وغير صالحة للعمل، وكذلك العربة التي جاءت من داخل المدينة كانت إمكانياتها ضعيفة للغاية، ولم تكن مهيأة للتعامل مع مثل هذا النوع من الحرائق.
وعن سبب الحريق، قال نجيب أنه لا يعلم سبباً محدداً لاندلاع النار وأن البداية كانت في المطبخ وكان من الممكن السيطرة عليها بسهولة لو وصلت عربات الإطفاء بالسرعة اللازمة وكانت على مستوى الحدث.0
ومن جهته، نفى صابر سند رئيس مجلس مدينة إدفو لـ " رصد " جميع الاتهامات التي وجهها مدير المركب للحماية المدنية وأنها السبب في امتداد النيران، واعتبرها اتهامات جزافية وغير موضوعية وتجافي الحقيقة، مؤكداً أنه تم التعامل مع الحريق بمجرد العلم به.
وأرجع سبب انتشار النار والتهامها للباخرة بالكامل إلى وجود مواد مشتعلة بداخلها، كما أبدى اندهاشه لعدم توافر وسائل الأمن الصناعي على المركب بالشكل اللائق، الأمر الذي كان بإمكانه إخماد النار بسهولة فور اشتعالها.
وأضاف أنه لو التزمت الباخرة بوسائل الحماية المدنية على متنها وتدريب العاملين على كيفية استخدامها لتمت السيطرة على الحريق بسرعة ودون الحاجة لعربات الإطفاء، ورغم ذلك أمدّت هيئة الحماية المدنية بإدفو مركز الحريق بخمس عربات إطفاء، إلّا أن عدم تعامل القائمين على المركب مع الحريق بالطريقة المناسبة كان سبباً رئيسياً لما آلت إليه الأمور.
أما "الشيف" حمدي مدني مدير المطبخ، فقد أشار إلى أنه لا يعلم بالتحديد إذا كان هناك مسئول عن الأمن الصناعي بالمركب أم لا، مشيرا إلى أن النار بدأت بشرارة من شواية اللحوم بعدها قام هو وأفراد المطبخ والبحارة وطاقم الصيانة بإخمادها، غير أنه تفاجأ أن النار قد طالت سقف المطبخ ومن ثَمّ باقي أجزاء المركب في لحظات، كما أشاد بجهود أهالى إدفو في التعامل مع الحريق ومساعدتهم لرجال الدفاع المدني، وتوفيرهم لجميع وسائل الراحة للعاملين على الباخرة.
وفي ذات السياق، توجهت نيابة إدفو إلى موقع الحادث وعاينت المركب، وقامت باستدعاء كلاً من مدير المركب، و " الشيف "، و " رَيّس المركب " لأخذ أقوالهم والوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الحريق.
