لم يتصور أحد ذات يوم إن ذلك المبني المسمي بمستشفي "ديروط" العام والذي أصبح مهجورا من جميع الخدمات ، ولا يرقي إن يطلق عليه مستشفي إطلاقا ليس لسوء الخدمة وإنما لانعدامها أصلا ، أن يخرج أطباؤه الذين ملوا انتظار العون من الحكومة بعد أن طلبوه كثيرا و ينفقوا من أموالهم الخاصة لتطويرها رحمة منهم بأهالي المدينة.
ومن وسط كل هذا الإهمال و التجاهل الذي يغمر مدينة ديروط بمحافظة أسيوط و بخاصة مستشفاها العام الذي يخدم نصف مليون مواطن خرجت مجموعة من الأطباء وعلي رأسهم مدير المستشفي الدكتور أحمد حلمي ليجلس هو العاملين بالمستشفى من أطباء و إداريين و جمعوا تبرعات لتطوير المستشفى .
نبع هذا من إيمانهم العميق بأهمية المشاركة المجتمعية في حل مشاكل حتى و إن تجاهل المسئولين شكواهم المستمرة من سوء الخدمات وصرفوا الأموال الطائلة فيما لا يسمن و لا يغني من جوع.
تحديد الأولويات
وبعد عمل جاد وصلت التبرعات إلي ما يزيد عن 30 ألف جنيه من نفقتهم الخاصة من اجل رؤية " ديروط بكرا احلي " لم تجمعهم الأحزاب أو الجماعات و الحركات لكن يكفي أن نعرف إنهم أطباء كرسوا حياتهم و أموالهم من اجل حياة كريمة لمواطن فقد آدميته داخل مستشفيات القطاع العام.
وعندما حددوا أولويات إنفاق الأموال وجدوا أن يسددوا مديونيات المستشفى حتى يستطيعوا توفير أولويات المرضى التي تمثلت في توفير مصعد كهربائي وتم بالفعل تشغيله بعد تصليحه بتكلفة 9 ألاف جنيه و هو نفس المصعد الذي كان يتم إصلاحه في الماضي بحوالي 70 ألف جنيه من صندوق المستشفى.
كما أصلحوا جهاز الأشعة في الاستقبال بتكلفة 300 جنيه عند نفس الشركة التي كانت تقوم بإصلاحه بتكلفة 12 ألف جنيه من صندوق المستشفى أيضا و لم يكتفوا بذلك بل وصلت إلى تصليح السباكة و الصرف و الكهرباء .
وعلى طريقة قول الشاعر " و لما استحكمت حلقاتها فرجت و كنت أظنها لا تفرج " خرج هؤلاء الأطباء من رحم الفساد و المعاناة المريرة في ظل تجاهل تام من الدولة ليعلونها قوية "لن نستسلم للفساد و اليأس و التجاهل" فهل تستفيق حكومتنا و تساعد هؤلاء الأطباء لتعود مستشفى ديروط تؤدي خدماتها بكفاءة ؟
أطباء مستشفى ديروط العام المشاركين في حملة " ديروط بكرة أحلى "