" أهون موجود وأعز مفقود " .. هكذا يصفون الماء الذي خلق منه كل شيئ حي فلا أحد يستطيع الاستغناء عن الماء لأكثر من سويعات قليلة لذا يعاني أهالي قرى مركز نجع حمادي من إنقطاع المياة منذ أكثر من أسبوع دون سابق إنذار وسط غياب تام لشركة مياة الشرب والصرف الصحي ورؤساء مجالس القرى والمركز ، وكأنهم يرحبون بالمشكلة .
و يقول أحد المواطنين بنجع حمادي نحن لا نجد مياة لتغسيل الموتي ، ويساعدنا أهل الخير لنقل كميات إضافية من المياة تكفي لتغسيل الموتي .
فيما يوضح إبراهيم عبد المبدي عضو مجلس الشعب السابق عن الحرية والعدالة أحد سكان إحدى هذه القرى والذي يساعد في نقل المياة بسيارته الخاصة " نسعي لتوفير مياة نظيفة صالحة للشرب تروي ظمأ الأهالي في ظل إرتفاع درجات الحرارة.
إذا كان هذا حال الموتي ، فما حال الأحياء الذين يعانون من عوائق حياتية كثيرة منها الأعمال المنزلية وصناعة الأطعمة والنظافة العامة للملابس والمفروشات و النظافة الشخصية ، فمعظمهم أسر بسيطة يصعب عليها تحمل تكاليف نقل المياة أو شرائها .
وتأتي إجابة المسئولين بشركة مياة الشرب والصرف الصحي على تساؤلات المواطنين بعد أن رفضوا التحدث للإعلام ان المشكلة جائت من عيوب فنية بعد عملية صيانة وتحديث وأن الشركة تعمل على حلها .
وفي ذات الوقت قمنا برصد انكسار ماسورة مياة تخص هذه القرى تفيض بالمياة على ترعة دون إنقطاع .
خلافات سياسية
أما المواطنون فلهم آراء مختلفة تماماً ، فبعضهم يرى أن الخلافات السياسية بين المحافظ وجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة أهم أسباب إنقطاع المياة بغرض إحراج الحزب والجماعة ويرجعون ذلك لمطالبة الجماعة برحيل لبيب الذي هو في الأصل لواء أمن دولة .
و يرى البعض ان حزب الحرية والعدالة هو المتسبب في إنقطاع المياة وهو الذي يحرض على قطعها بغرض إهانة المواطنين وإجبارهم على إنتخابه في حالة تدخله في حل المشكلة .
في حين ان البعض الآخر يرى أنه إهمال جسيم من شركة مياة الشرب والصرف الصحي يتبعه إهمال رئيس مجلس المدينة الذين لا يشعرون بالمسئولية تجاه المشكلات الكارثية التي تواجه المواطنين وذلك دون النظر لأي مصالح أو تدخلات سياسية
فإلى متي يظل المواطن البسيط هو من يدفع ثمن كل هذا ؟ وإلى متى نظل نختلف في الوسائل والأسباب وتلقى المبررات دون السعي الى حلول جذرية للمشكل؟
