على بعد ما يقارب من 50 كيلو جنوب محافظة أسيوط ,هنا في مركز الغنايم أخر مراكز المحافظة ,والمعروف لدى ساكنيه بمركز التهميش ,لأنه خارج حسبان المسئولين, يقع الطريق الصحراوي الغربي والملقب بطريق "الموت" نظراً لخطورته ,ووقوع العشرات من الحوادث الدامية ,التي حصدت العديد من الضحايا نتيجة خطأ هندسي ,لأن ينتهي بانحدارات شديد عند نزلة الصحراوي بالمدينة ,وهو ما يواجهها بمنطقة سكنية تعج بالخدمات.
ووقعت منذ شهر كارثة أستيقظ عليها جميع أهالي الغنايم ,باصطدام شاحنة رمل بطلمبة المحطة ,مما أدى لانفجارها ,واشتعال النيران في سيارة ربع نقل ,وتفحم سائق الشاحنة والتباع و أصابه الأهالي المحيطين بالمنطقة بحالة من الهلع والذعر الشديد بعد تكرار صراخهم وعويلهم من خطورة الأمر والتقدم بشكاوى دون أي استجابة ,وإغاثتهم من الموت المحقق.
وتجولت اليوم شبكة "رصد" الاخبارية بين هؤلاء الأهالي لترصد معاناتهم وكانت أرائهم كالتالي:
قال أحمد علي بدوي، من سكان منطقة نزلة الصحراوي:" إننا نعيش دائماً وبصورة يومية في حالة من الهلع والخوف الشديد بسبب ما يحدث من حوادث علي هذا الطريق المسمي "بوصلة الموت "، حيث أن المنطقة شهدت ما يزيد 15 حادثة كان أخرها تفحم جثتي السائق والتباع في انفجار محطة وقود النيل ومسئولي المحافظة يعلمون ويتجاهلون الأمر.
وأضاف رأفت كمال، أحد السكان ,أن طريق الصحراوي غير صالح هندسياً ,وبه كثير من الأخطاء بسبب الانحدار الشديد في نهاية النزلة وهو ما يؤدى لعدم سيطرة السائق على مركبته والتصادم بلا شك ,وأن أطفالنا يعانون مما يشاهدونه من الدماء الجارفة على الطريق ,حتى أصبحنا ننطق الشهادتين قبل النوم منتظرين الموت ,خاصة وإنه يوجد محطة وقود ومدرسة ثانوية ومستشفى حميات ,أي كارثة بكل المقاييس.
وأكد محمد علي من مواطني الغنايم أنهم تقدموا بعشرات الشكاوي لمحافظ أسيوط للنظر لهم بعين الرحمة وخل مشكلتهم، حيث نعيش حالة من الرعب داخل منازلنا وأطفالنا مهددين بالخطر خشية انقلاب جرار ودخوله في المنزل مثل ما حدث بالفعل بدخول جرار نقل في منزل أحد الجيران ,وتحطيم المنزل .
وأشار سمير كيرلس ويعمل سائق نقل إلى أن الطريق سيئ للغاية و يؤدي إلي حدوث العشرات من الحوادث يوميا لوجود منحيات خطرة ,وصعوبة تحكم قائدي السيارات النقل الثقيل في السيطرة على السيارات , موضحاً أن تكرار استخدام الفرامل يؤدي إلي تفريغ خزان الهواء ،والتصادم بأقرب شي ممكن ,خاصة السائقين الغرباء الذين لا يعرفون الطريق ويفاجئون بالصخور.
وأكد المهندس فراج أحمد، رئيس مدينة الغنايم في تصريح لشبكة "رصد" الاخبارية، أنه خاطب المسئولين عدة مرات ورفع المذكرات المطلوبة والحلول، وكان الرد بتشكيل لجنة من الطرق والكباري والهيئة الهندسية لمعاينة الطريق والوصول إلي إيجاد حل في أقرب وقت ممكن,ومازال الواقع كما هو والكارثة تتفاقم .
ومن جانبه أوضح صلاح حماد مسئول حزب البناء والتنمية بمدينة الغنايم,أنه أجتمع بالعميد عادل ذكى مدير إدارة المرور بالمحافظة ,وعدد من قيادات الحرية والعدالة ,وتبين أن الطريق غير مطابق هندسياً وفنياً لوجود انحدارات شديدة للقادم من الصحراوي الغربي.
ونجح في الحصول على موافقة المحافظ ومدير الأمن ,على إغلاق نزله الصحراوي نهائياً,وأن تقوم هيئة الطرق بإيجاد طريق بديل مطابق للمواصفات الهندسية يتم إختياره بعناية حرصاً علي سلامة وأرواح المواطنين,ولكن هذا مجرد حبر على ورق حتى كتابه هذه السطور.
مرفق مع التحقيق صور شكاوي المواطنين وصور الموافقة علي غلق الطريق وصور الحادث الاخير الذي ادي الي انفجار محطة وقود النيل.