اكد محمد عبد القادر خليل المتخصص فى الشئون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية، ان الاحتجاجات التى تشهدها تركيا الآن لا ترقى إلى درجة ثورات الربيع العربى و لكنها بالطبع ستؤدى إلى بعض الاضطرابات وخفض شعبية الحزب الحاكم هناك.
و ذكر خليل أن هناك بالفعل اتصالا بين اسطنبول و جماعة الإخوان المسلمين فى مصر و يظهر ذلك واضحا فى تقديم تركيا الدعم السياسي والاقتصادى لمصر فى الفترة الأخيرة، وما يخص دعمها للإسلاميين فى تونس و مصر و ليبيا، يعد رغبة منها فى التأكيد على أن العلمانية لا تتعارض مع الهوية الإسلامية، مضيفاً أن دعمها كذلك لإخوان سوريا ضد بشار أدى بسوريا إلى شن هجوم على تركيا.
و يرى عبد القادر ان المشهد التركى معقد والاحتجاجات تمتد لباقى المحافظات اعتراضا على قرار الحكومة إنشاء مول تجارى ضخم على الطراز العثمانى محل حديقة صغيرة إلى جانب قانون الجمعية الوطنية التركية المُعد لتقنين الخمور والذى اثار حفيظة الشريحة العلمانية .
و اشار إلى الفرق بين تصريحات الرئيس التركى التى اتسمت بالحكمة تجاه الاحتجاجات القائمة و نظيرتها لرئيس الوزارء اردوغان التى اتسمت بالإستفزازية و الحدة متوقعاً حدوث صراع بينهم فيما بعد نتيجة لرغبة اردوغان فى السعى لتحويل تركيا من النظام البرلمانى إلى النظام الرئاسى من خلال تعديل دستورى حتى يسمح له الترشح على منصب رئيس الجمهورية وفقا للائحة الداخلية لحزب العدالة و التنمية.
و اكد عبد القادر على الضعف الهيكلى لأحزاب المعارضة و عدم نجاحها فى خدمة المواطن التركى رغم وصول بعضها للحكم مضيفا ان احزاب المعارضة المشاركة فى مجلس بلدية اسطنبول قد وافقت بالفعل على إنشاء المول التجارى و 6 فنادق و لكن سرعان ما تراجعوا عن هذا محاولة منهم كسب تأييد الشارع التركى.
و اضاف عبد القادر ان هذه الاحتجاجات من المؤكد ستؤثر على سعى تركيا للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبى لكونها امام العالم غير مُحترِمة لحقون الإنسان و الحريات و استخدامها العنف فى المظاهرات، نافياً ان يؤثر ذلك على دعم الولايات المتحدة لحزب التمية و العدالة الذى تعتبره النموذج الوسطى للأحزاب الإسلامية التى لا ترى اى تعارض بين الإسلام و الديموقراطية.