على شاطئ النيل في قرية "ميت الخولي مؤمن" بمركز منية النصر بالدقهلية، جلست أم محمد حاملة أطفالها الذين لم تتجاوز أعمارهم خمس وسبع سنوات، بجوارها ابنتها هدى التي تبلغ من العمر 14عام تغسل الصحون في مياه النيل متعللة بانقطاع المياه في المنزل لفترات طويلة.
"المياه موجودة لكن في الصيف قليلة جدا والخزان لا يكفى احتياجات المنزل ، والغسيل هنا انضف من مياه الحنفية ، ونملئ مياه في جراكن نستخدمها في البيت لما المياه تكون قاطعة ، المياه بتقطع كل يوم من الساعة الثامنة مش بنشوفها إلا بليل " ، هكذا بدأت أم محمد تعلل غسيل صحونها ملابس أسرتها في مياه النيل.
وبرغم من كثرة التحذيرات من التعامل مع مياه الترع سواء بالاستحمام أو الغسيل فيها، هدى ابنتها أكدت أنها لا تهتم بالتحذيرات من الأمراض التي يمكن أن تصيبها من الغسيل في مياه النيل ، وشكواها الوحيد هي لدغات "الاستاكوزا والكابوريا " التي تلسعها أحياناً.
كما اتفق محمد سمير أحد الأهالي مع هدى قائلاً :" المياه مفيهاش بلهارسيا وإحنا مبنخفش ، بنحب نستحمى في المياه ؛ هنخاف من إيه هنسيبها على الله وخلاص ".
بينما يقول الدكتور السيد جاد دكتور جراحة و مناظير الكلى و المسالك البولية لشبكة رصد إن مرض البلهارسيا من الأمراض المستوطنة في مصر ، ولكنه ليس متواجداً بنسبة كبيرة كما كان من قبل ؛ فضلا عن الإصابة بالنزلات المعوية وأورام المثانة والكلى بسبب الميكروبات في المياه
يذكر أن البلهارسيا طفيل طوره المعدي هو"السركاريا" التي تكمن في القواقع الملقاة على جانبي الترع ومشروعات الصرف ، خاصة في الريف المصري .
كما أن وسيلة العدوى" بالبلهارسيا " كانت السير بأقدام عارية و الاستحمام في الترع فإذا ما اخترقت "السركاريا" الجسم عزمت في طريقها إلى الجهاز الهضمي والكبد ، أيضا الجهاز البولي خاصة المثانة ، محدثة أمراض مدمرة تنتهي بتليف الكبد وفشل الطحال والقيء الدموي ، وربما سرطان الجاز الهضمي والمثانة .
