في مفارقة غريبة، امتزجت اليوم صيحات المتظاهرين وعناصر الشرطة، وهو ما أثار استياء شباب ثورة 25 يناير الذين انتفضوا ضد بلطجة "الداخلية" بعد مقتل خالد سعيد في الإسكندرية.
فخلال ثورة 25 يناير، لم تتوقف عمليات القتل التي نفذتها بعض عناصر الشرطة ضد المتظاهرين السلميين، وهو ما جعل مطلب القصاص وتطهير الداخلية على رأس أولويات الثورة، إلى أن تبدل الحال اليوم وخرج مئات الآلاف من المتظاهرين برفقة بعض عناصر الشرطة في مختلف محافظات مصر للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وإسقاط الرئيس محمد مرسي.
ورصدت عدسة شبكة "رصد" الإخبارية عدة صور ومقاطع فيديو تظهر انضمام مجموعة من الضباط إلى المتظاهرين في عدة محافظات، من بينها القاهرة، وبورسعيد والإسماعيلية والإسكندرية، إلى جانب مشاركة وزراء داخلية سابقين منهم اللواء منصور العيسوي.
ففي الإسكندرية التي شهدت مقتل خالد سعيد، انضم عدد من أفراد وضباط الشرطة بالمحافظة لمسيرات في مناطق عدة، معلنين تأييدهم الكامل لمطالب المتظاهرين كما تقدم عدد من ضباط شرطة النجدة لتحية المسيرات التي سلكت طريق الحرية ورفعوا كروت حمراء كتب عليه عبارة" ارحل".
ولاحظ مراسل رصد في محافظة الإسماعيلية مشاركة سيارة تابعة لجهاز الشرطة في إحدى المسيرات، كما رفعت السيارة علم مصر وبها ملصقات مكتوب عليها "الشرطة في خدمة الشعب" وهتف عدد من المواطنين" الشعب والشرطة أيد واحدة".
وفي القاهرة، انطلقت مسيرة شارك بها عدد من الضباط من نادي الشرطة بعابدين متجهين لميدان التحرير وهم يرتدون الزي الميري، و رددوا هتافات " الشرطة والشعب أيد واحدة.. وتحيا مصر .. وغنوا النشيد الوطني رافعين أعلام مصر".
وقال أحد الضباط المشاركين في المسيرة"لشبكة رصد" :" أنا مواطن مصري وأعاني من كل ما يعاني منه المواطن العادي ، ولست في حاجة لذكر هذه المشاكل".
وأضاف"بدأنا نرجع لأواخر الثمانيات وأوائل التسعينات"، مؤكدا أن ضباط الشرطة مستهدفين وهناك أشخاص يقومون بتصفيتهم وقتلهم ، مشيرا لعدم وجود أي اهتمام للقبض علي مرتكبي تلك الجرائم ومحاسبتهم رغم إنهم معروفين".
وقال ضابط آخر من المشاركين في المسيرة " أحنا تعبنا واتبهدلنا كثير وكنا مستنين تغيير"، مشيرا إلي أن الرئيس أعلن أن هناك مشروع النهضة ، ولم نري أي خطة واضحة نسير عليها".
وفي بورسعيد، شارك أحد الضباط بقسم شركة ميناء بورسعيد في مظاهرة أمام ميدان المعديات، وقام برفع كارت أحمر مكتوب عليه كلمة" ارحل" وهتف المتظاهرون "الشرطة والشعب إيد واحدة".
ولعل هذه المشاهد العبثية تكون قد اجتمعت في يوم واحد لتكون بمثابة إنذار للجميع، وبداية صحوة ومراجعة حقيقية لكل من أخطأ في حق الثورة ومد يده إلى أيدي من قتل رفقاء الدرب.
