شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عصام الحداد: مايحدث الآن انقلاب عسكري كامل

عصام الحداد: مايحدث الآن انقلاب عسكري كامل
أصدر الدكتور عصام الحدادا مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية بيان عبر صفحته علي موقع التواصل الإجتماعي"فيس بوك"،...

أصدر الدكتور عصام الحدادا مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية بيان عبر صفحته علي موقع التواصل الإجتماعي"فيس بوك"، اليوم الأربعاء، قال فيه:

 

عندما أكتب هذه الكلمات فأنا على أتم العلم بأنها قد تكون آخر كلمات أنشرها على هذه الصفحة

 

من أجل مصر وللدفة التاريخية دعونا نسمي ما يحدث الآن باسمه: أنه انقلاب عسكري

 

لقد مر سنتين ونصف بعد الثورة الشعبية ضد الديكتاتورية التي عاقت وأغرقت مصر لأكثر من ثلاثين عاما

 

تلك الثورة أعادت إحساس الأمل وأشعلت حماس المصريين نحو المستقبل في الحصول على كرامتهم كحق لأي انسان منذ الولادة

 

في يناير 25 جلست في ميدان التحرير وجلس أولادي في مظاهرة في القاهرة والأسكندرية. لقد جلسنا مستعدين للتضحية من أجل هذه الثورة وقمنا بهذا ليس من أجل النخبة ولم نطالب بديمقراطية مشروطة

 

جلسنا ووقفنا من أجل تلك الفكرة البيسطة الحصول على حريتنا فنحن المصريون يممكنا بناء مؤسسات التي تسمح لنا بالتعزيز والاختيار بين مختلف الرؤي لهذا البلاد وسريعا ما فهمنا أن الآخرين من النخبة لم تكن لديهم النية لتوسيع تلك الفكرة لكي تشملنا.

 

لقد سمعتم عن استبعاد الإخوان للآخرين طوال ال 30 شهر الماضية. ولن أحاول اليوم بأن أقنعكم بالعكس ربما سيأتي يوما ما ويبحث الجامعيين الصادقين في السجل.

 

ما يهم اليوم هو شيء واحد فقط أنه في هذا العصر لا يمكن لأي انقلاب عسكري في مواجهة تلك الإرادة الشعبية وتلك القوة بدون إراقة دماء. من بينكم على استعداد لتحمل هذا اليوم.

 

أنا أعي تماما ما قام به الاعلام المصري في تلفيق التهم للاخوان في كل أعمال العنف التي حدثت في شوارع مصر منذ يناير 2011. و أنا متأكد أنكم تميلون لتصديق كل ما قيل. و لن يكون هذا أمرا بسيطا.

 

لا يزال يوجد في مصر الكثير من الناس الذين يؤمنون بحقهم في اختيار ديموقراطي حر.

 

مئات الآلاف تجمعوا لدعم الديموقراطية و شرعية الرئيس. و هؤلاء لن يهربوا من مواجهة هذا الهجوم. ولكي تتمكنوا من إزاحتهم لابد من استخدام العنف، فربما يكون العنف من الجيش أو الشرطة أو البلطجية المأجورين. و على أية حال فستسفك دماء غزيرة. و هذه رساله ستتردد أصدائها في كل أنحاء العالم الاسلامي، رسالة واضحة و صارخة " الديموقراطية ليست للمسلمين".

 

لا داعي لشرح تفاصيل التداعيات الكارثية لهذه الرسالة على مستوى العالم. في الاسبوع الماضي كان هناك كل محاولة لإصدار رواية مضادة أن ما يحدث ماهو إلا مجرد إثارة الذعر وأن سحق الديمقراطية الوليدة في مصر يمكن تحقيقه. لم يعد لدينا الوقت للانخراط في الأكاديمية التافهة ذهابا و إيابا. الجمهور الذي يقرأ هذه الصفحة يتفهم الثمن الذي لا يزال يدفعه العالم مقابل الحروب في أفغانستان والعراق. أن آثاره ونتائجه الرمزية لها أعمق و أكبر أهمية. الليله الماضية،تم إطلاق النيران الحية على المتظاهرن المؤيدين عند جامعه القاهرة باستخدام أسلحة آليه. و توفي عشرون شخصا و أصيب المئات.

 

سيوجد الكثير في مصر و حول العالم يحاولون تبرير الدعوة لانتخابات مبكرة لوجود أعداد كبيرة من المعارضين و التأكيد على صحة شكواهم.

 

دعوني أكون واضحا، المتظاهرون المعارضون يعبرون عن أطياف عريضة من الشعب المصري و لهم مظالم صادقة و شكاوى حقيقية. فقد تداعت شعبية الرئيس محمد مرسي و قلت.

 

و لكي أكون منصفا، فمنذ يناير و في الأسبوعين المنقضيين، دعا الرئيس أكثر من مرة للحوار الوطني، و كرر دعواه للمعارضة التي لطالما رفضت دعواته في كل مرة.

 

و على نحو متزايد، قامت الأحزاب و القوى الليبرالية بتصعيد الخطاب الموجه للجيش لدعوته ليمسك بذمام الامور في مصر و يصبح واصيا على الحكومة، حيث ان المعارضة لم تفوت اي فرصة لرفض خيار العودة لصندوق الاقتراع

 

و بالأمس، تسلم الرئيس مبادرة من تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية، و قد ناقشها مع رئيس الوزراء و زير الدفاع، و اتفق ثلاثتهم على ان هذه المبادرة تعتبر طريقا ممتازا للخروج من الأزمة الراهنة. المبادرة مفادها: التغيير الكامل لمجلس الوزراء و رئيس الوزراء و هو ما قوبل بالموافقة من الجميع، بالاضافه الى تغيير النائب العام، و الاتفاق على القيام ببعض التعديلات الدستورية و تحديد لجنه مصالحة.

 

و دعونا نكون منصفين و واضحين، لا يوجد في الديموقراطية ما يجبر الرئيس المنتخب على تقديم كل هذه التنازلات، حيث انه في ظل نظام ديموقراطي، عواقب أحداث كالتي نراها في مصر: هي خسارة الرئيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة أو تتم معاقبة حزب الرئيس الحاكم في الانتخابات البرلمانية القادمة. و الشيء الآخر هو حكم الغوغاء.

 

في العام الماضي، كنا نتعرض لانتقادات حاده من الحكومات الأجنبية، و الاعلام الأجنبي و منظمات حقوق الانسان كلما خرجت اصلاحاتنا أو تعديلاتنا في مجالات الحقوق و الحريات لا تواكب طموحاتهم و توقعاتهم التي تلتزم تماما مع النماذج المستخدمة في الثقافات الأخرة. و الآن صمت هذه الأصوات مع انقلاب عسكري وشيك ما هو الا نفاق ، و لن يضيع هذا النفاق على مساحه كبيرة من المصريين و العلرب و المسلمين.

 

وقد شهد الجميع في الاشهر الماضية العديد ممن ألقوا علينا المحاضرات في كيف تكون الديموقراطية و انها أكبر من صندوق الاقتراع. في الواقع قد يكون ذلك صحيحا. ولكن ما هو صحيح بالتأكيد هو أنه لاتوجد ديمقراطية بدون صندوق الاقتراع؟..



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023