شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كرامة المصريين «تُذبح» تحت أقدام شيوخ الخليج

كرامة المصريين «تُذبح» تحت أقدام شيوخ الخليج
«نملك إرادتنا.. ننتج غذاءنا بأيدينا..».. كلمات اهتم الرئيس محمد مرسي بذكرها دائماً في مختلف المناسبات للتأكيد على أنها...
«نملك إرادتنا.. ننتج غذاءنا بأيدينا..».. كلمات اهتم الرئيس محمد مرسي بذكرها دائماً في مختلف المناسبات للتأكيد على أنها ليست أمل يطمح إليه المصريون بقدر ما هي خارطة طريق، عمل مرسي على المضي فيها قدماً قبل أن تنهار تحت بيادة عسكرية أطاحت بأول تجربة ديمقراطية في تاريخ البلاد.
 
على الرغم من كم الزخم الإعلامي الذي شهده عام حكم مرسي، ووقف معارضاً للرئيس وسياساته، ورغم حديث بعض الإعلاميين وقتها عن أن مصر في عهد مرسي وحكومته على شفا الإفلاس، إلا أن أرض الواقع كانت تعكس غير ما كان يروج له الإعلام، حيث زاد خلال هذه الفترة الاحتياطي الأجنبي النقدي من 14 مليار إلى أكثر من 16 مليار دولار، كما زاد إنتاج مصر من القمح، وأعلنت الحكومة أنها وفقاً للخطط الموضوعة فإنها في طريقها أن تكتفي من إنتاجه خلال 3 سنوات، كما أن مصر نجحت خلال هذه الفترة في إعادة تشغيل العديد من المصانع أهمها مصانع الإنتاج الحربي لتصنيع السيارات.
 
وكان لمشروع محور تنمية إقليم قناة السويس، الذي أعلن عنه مرسي صدى واسع ليس فقط على المستوى الداخلي، ولكن أيضاً على المستوى الإقليمي، إذ تحدثت تقارير عن أن دولاً خليجية ترفض بشدة هذا المشروع لأنه سيؤثر بالسلب على الوضع الاقتصادي لهذه الدول.
 
والآن، وبعد إعلان الجيش عزل مرسي والانقلاب على الشرعية المنتخبة، ذهبت تلك المشروعات أدراج الرياح، وحلت بدلاً منها «حملات للشحاتة» هكذا وصف البعض ما قامت به وسائل إعلامية وجهات خاصة، من إطلاق حملات للتبرع لصالح مصر بعد ساعات من عزل مرسي، وكأن مصر باتت على شفا الفقر والمجاعة، وأخذ الإعلاميون يتوسلون للمشاهدين بالتبرع على حسابات بنكية تم إنشائها لهذا الغرض، رغم أن هؤلاء الإعلاميين هم أنفسهم من وصفوا القروض المقدمة سلفاً لمصر من قطر وتركيا بـ «الشحاتة والتسول»!!.
 
 
إلا أن الطامة الكبرى في هذا الأمر، تمثلت في الحملة الإعلانية التي قامت بها الإمارات لحث شعبها على التبرع للشعب المصري الشقيق، وكأن مصر تحولت ما بين ليلة وضحاها إلى دولة مجاعات أو صراعات عرقية، وباتت الدولة التي كان رئيسها المنتخب يتحدث عن ضرورة صيانة كرامتها وامتلاك وإرادتها، مدعاة للشفقة والتعاطف، للدرجة لأن يصل الأمر لاستجداء الخارج كي يتبرع لشعبها «ولو بجنيه».
 
وعلى أية حال، فإن البعض يرى من خلال نظرته للمشهد الحالي أن مصر «ثورة يناير» التي قامت تدعو للعيش والحرية، أصبحت الآن بعد 30 يونيو تطالب بالعيش فقط دون الحرية وحتى دون الكرامة. 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023