شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«فرمان عسكري».. لتكن حرباً أهلية

«فرمان عسكري».. لتكن حرباً أهلية
  يبدو أن المصريين الذين كانوا على موعد اليوم مع مباراة قمة بين قطبي الكرة المصرية، سيكونون بعد يومين فقط على موعد مع...
 
يبدو أن المصريين الذين كانوا على موعد اليوم مع مباراة قمة بين قطبي الكرة المصرية، سيكونون بعد يومين فقط على موعد مع قمة من نوع جديد، قمة بين قطبين، ليسا قطبي الكرة، بل قطبي الشعب!!.
 
فلم يكن أحد يتخيل أن يكون الرد «العسكري» على المظاهرات الحاشدة التي تجوب شوارع المحروسة رفضاً لانقلاب 3 يوليو، دعوة من الفريق السيسي، لمن أسماهم «أهل مصر الشرفاء» بالنزول للميادين يوم الجمعة القادم، من أجل تفويضه لمواجهة العنف والإرهاب.
 
ولأول مرة، يعلم المصريون أن مواجهة الإرهاب تتطلب تفويضاً شعبياً للسلطة، إذ أن مسؤولية الدولة لمواجهة مخاطر الأمن القومي لا تحتاج تفويضاً شعبياً، الأمر الذي يطرح تساؤلاً هاماً .. عن أي إرهاب يتحدث السيسي؟
 
هذا التساؤل، ربما تأتي إجابته سريعاً، إذا ما وضح أنه ومنذ بداية الاحتجاجات على الانقلاب العسكري، وهناك لغة واحدة يستخدمها الإعلام، مفادها أن هؤلاء ليسوا سوى إرهابيين، منتهجاً خطاباً تحريضياً ضد رافضي الانقلاب، إذن فعندما يخرج السيسي مطالباً «شرفاء الشعب» بتفويضه لمواجهة ما أسماه بالإرهاب، فلن يطول عناؤك في البحث عن من يقصدهم السيسي بـ «الإرهابيين».
 
السيسي، الذي خرج يوم إعلان عزل الرئيس محمد مرسي، معلناً أن هذه الخطوة لم تكن إلا لتجنيب البلاد حرباً أهلية، تدور الأيام سريعاً ليجد قائد الجيش نفسه أمام حل واحد لإنقاذ ما تبقى من انقلابه، ألا وهو اللجوء للحرب الأهلية نفسها، التي سبق واستعان بها لتبرير انقلاب الثالث من يوليو.
 
ويرى مراقبون، أن حديث السيسي المباشر للشعب، ومطالبته بالنزول، يرجح احتمالات تخلي الجيش عن مساندة انقلابه، الأمر الذي دفعه للاستعانة أولاً بالشرطة والبلطجية، لإجهاض هذه التحركات الرافضة للانقلاب، والتي يبدو أنها لم تحقق الهدف المأمول فكان لزاماً أن يكون المدد هذه المرة قادماً من الشعب نفسه، الذي لن يكون نزوله مجرد تفويض، بقدر ما سيكون موجة جديدة من الفوضى، يتخوف كثيرون من أن تنتهي لمشهد الحرب الأهلية.
 
«تفويض القتل» كما وصفه البعض، يرى كثيرون أنه لن يقود البلاد سوى للنموذج السوري، ذلك النموذج الذي أكد المصريون دائماً على أنه غير قابل للتطبيق في مصر، إلا أنه وبفضل الانقلاب العسكري، بات النموذج الوحيد المحتمل في ظل تزايد الأمور تعقيداً، وخاصة بعد الفرمان العسكري الذي صدر اليوم، والذي لم يختلف عن ما قاله فرعون لقومه «ذروني أقتل موسى».  
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023