حذر خبراء الاقتصاد من دعوات حشد المواطنين للشارع والتي وجهها السيسي أمس في خطابه لمنحه تفويضاً لمحاربة ما أسماه بالإرهاب ، مؤكدين أن هذه المرحلة تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الاقتصاد المصري والتي قد تقودنا غلى ما لا يُحمد عقباه.
كان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي دعا المصريين أمس إلى النزول في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة لتفويض الجيش في التصدي "للعنف والإرهاب" بعدما تصاعدت أعمال العنف والاشتباكات في العديد من المدن المصرية بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي.
بدايةً يقول أحمد الخضيري خبير أسواق المال إن دعوات الحشد التي خرجت من الطرفين والتي بدأها السيسي ستقودنا إلى سيناريوهات سيئة للغاية لأن وجود حشد وحشد مضاد معناه صدام حتمي وهو ما ينذر بكارثة ليس اقتصادية فحسب وإنما كارثة إنسانية.
أضاف لـ"رصد" أن نظرة الخارج السلبية للمشهد المصري منذ 30 يونيو سيترتب عليها كثيراً من الخسائر الاقتصادية سواء فيما يتعلق بخروج بعض الاستثمارات خوفاً من المستثمرين على أموالهم أو تراجع حرة التجارة سواء الداخلية أو الخارجية ، فضلاً عن تفاقم عجز الموازنة وتوقف الانتاج المحلي.
طالب بضرورة تحكيم العقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد هذه الدولة والذي عاني وتحمل كثيراً منذ اندلاع ثورة 25 نياير المجيدة وصمد بكل صلابة , لكنه هذه المره قد لا يستطيع الصمود لأن نتائج الانقسام الحاد والعنيف سوف يقضي على الأخضر واليابس .
عبد الرحمن طه الخبير الاقتصادي فيختلف مع الرأي السابق فى أن الاقتصاد قد لايُضار من دعوات الجمعه حتي لو حدث اشتباكات ووقع العنف ، مشيراً إلى أن الاقتصاد عبارة عن احتياطي وتضخم وأسعار وبورصة ، فعلى مستوي الاحتياطي فإنه سيظل في مستواه ولن يتراجع كما أن البورصة أصيبت بصدمة هذه الدعوات اليوم وحدث لها تباين في الأداء وستعاود الارتفاع الأسبوع المقبل.
أضاف لـ"رصد" أن الجانب السلبي الذي يصيب الاقتصاد في حالة وقوع عنف هو تأثر التصنيف الائتماني لمصر وهذا التصنيف ليس له معني ولا تأثير قوي علة الاقتصاد.
أما أحمد المهدي نائب مدير عام بأحد البنوك الخاصة فيري أن المعادلة الحالية باتت معادلة خطيره على كافة المستويات والقطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فالاحتقان السياسي الحالي إذا لم يتم تقديم حلول سريعة وجذرية له سنتج عنه شلل اقتصادي تام قد يتبعه كارثة اقتصادية حقيقية.
لفت إلى أن المؤسسات المالية تعمل حالية في أجواء من القلق والخوف فالبنوك أغلقت أبوابها في مختلف مناطق القاهرة وشركات الصرافة كذلك ، كما أن البورصة يتعامل فيها المستثمريون على مضض خوفاً من صدمات وسقطات متوقعة في أي وقت وهو ما ظهر على أدائها خلال تعاملات اليوم.
كان مؤشر الثلاثين الكبار "أى جى أكس 30"، الذى يقيس أداء انشط ثلاثين شركة، انخفض اليوم بمقدار 0.13% تعادل 7.01 نقطة ليصل إلى مستوي 5352.56 نقطة وسط تخوفات من جمعة الغد.
