لقد نشأت في أمريكا.
ظلت أمي تحكي لي قصصا عظيمة عن وطني الأصلي مصر.
ولطالما حكت لي عن طيبة الناس الشديدة و كيف يحبون بعضهم البعض.
أنه لا وجود لتفرقة بين شخص و آخر.
فهم أناس بسطاء ودائما مبتسمون.
بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية، وسنة واحدة من الكلية ألححت على أمي أني أرغب في أن أعود إلى وطني.
إذا وضعنا جانبا امر عودتي وحدي، فقد أبقيت في ذهني أن وطني بحاجه الى التغيير التغيير.
وطني بحاجة لي.
وطني بحاجة الى كل شخص يستطيع أن يجعله مكانا رائعا للعيش، تماما مثل أي دولة متقدمة.
كان عندي أمل.
تم قبولي في كلية طب جامعة عين شمس وذهبت إلى أول يوم لي في الكلية.
فوجدت احتجاج. فتسائلت "لماذا يحتج هؤلاء الطلاب ، هل بسبب نتيجه الامتحان؟ جودة كافتيريا؟ طلب مساحة إضافية؟" كان الجواب لا لجميع ما ذكر أعلاه.
الطلاب يحتجون طلبا للحصول على حقوق بدائية.
حقهم في أن يكونوا قادرين على المشاركة في انتخابات اتحاد الطلبة! و تم التحفظ عليهم من دون اي سبب سوى أن لديهم وجهات نظر مختلفة عن البقية.
و هو الامر الذي لم أستطع حتى فهمه.
و من هنا علمت المزيد عن مجموعة تسمى "جماعة الإخوان المسلمين" وهي المجموعة التي تريد مصر أفضل للمصريين.
بعد العمل معهم في تجميع كتيب امتحان (جاهلة أنه كان خطيرا وغير مسموح من قبل الأمن الجامعي التعامل مع هذه المجموعة) تم إيقافي من قبل حراس الأمن عند البوابات أمام كليتنا وسألوني عن بطاقتي وحقيبتي و تفتيشي تفتيش ذاتي .. ماذا؟؟ أنا بالتأكيد ارفض.
و قام حارس الأمن بجري على الارض حرفيا الى خارج الكلية وقال لي لا تأتي هنا مرة أخرى حتى توافقي على أن يتم تفتيشك.
و ياله من شعور حزين لاضطراري استخدام جواز سفري الامريكي للتهديد و هي الدولة التي تركتها بكامل ارادتي حتى أعود لاكون في وطني الحقيقي.
جاء العديد من الطلاب لمساعدتي حيث كان حارس الامن يصيح بوجهي وقال لي رئيس الحرس أننا لن نزعجك مرة أخرى طالما انك ستعدينا بعدم ذكر تلك الحادثة الى السفارة الأمريكية.
شيء مثير للاشمئزاز!!
ابتداء من هذا اليوم بدأ احترامي لجماعة الإخوان المسلمين يزداد لأنها هي الوحيدة التي قالت لا عندما قال لي الجميع فقط كوني حذرة.
جاء 25 يناير و ظلت وسائل الإعلام تصور ما يحدث في التحرير بانه هجمات ارهابية يقوم بها الإيرانيون و حماس و الاخوان المسلمين.
ولكن أخي وأبناء عمي كانوا في التحرير.
و هؤلاء ليسوا إرهابيين، الامر الذي كنت أعرفه على وجه اليقين.
ناهيك عن شائعات الكنتاكي و الخمسين دولار التي انتشرت في كل وسائل الاعلام.
بعد 11 فبراير بدء الجميع في معرفة الحقيقة، التي سرعان ما نسوها بعد فترة وجيزة بسبب شائعات تروجها نفس وسائل الاعلام الفاسدة التي بدأتها في ثورة يناير.
لا أستطيع أن أقول أن الاخوان المسلمين كاملون.
بالطبع لا!
فهم يقومون بأشياء كثيرة بشكل غير صحيح وأنا لا أتفق مع عدد من هذه الأشياء.
ولكن أنا على ثقة في حبهم لهذا البلد وأستطيع أن أقول هذا بعد كل ما رأيته منهم وراء الكواليس.
و أنا كأي شخص عادي في رحلة بحث عن وطنه كل ما يهمني هو أن تحتويني مصر و تحتضنني بشده.
في البداية اعتقدت ان كل ما نحتاج إليه هو مجرد الحصول على التكنولوجيا العالية والمتقدمة ولكن المشكلة أكبر من ذلك. مصر في حاجة الى مصريين حقيقيين.
مصر في حاجة الى من يملأهم الولاء والوطنية، والإيمان.
اللهم بارك مصر وألف بين قلوب المصريين.
أحبك يا مصر يا بلادي .. من فضلك لا تكسري قلبي.