شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الجارديان: فوضى في شارع صلاح سالم (6)

الجارديان: فوضى في شارع صلاح سالم (6)
  في الساعات الأولى من يوم 8 يوليو، قتلت قوات الأمن 51 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين - بحسب ما أورته...

 

في الساعات الأولى من يوم 8 يوليو، قتلت قوات الأمن 51 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين – بحسب ما أورته الجارديان وإن كان عدد القتلى قد تخطى 100 شهيد بعد وفاة بعض المصابين جراء إصاباتهم الشديدة – معتصمين أمام نادي الحرس الجمهوري بالقاهرة. إدعى الجيش المصري أن المتظاهرين حاولوا إقتحام المجمع بمعاونة راكبي دراجات بخارية مسلحين.

 

بعد معاينة أدلة الفيديوهات والتحدث مع الشهود، المسعفين والمتظاهرين صحيفة الجارديان وجدت قصة مختلفة.

 

للاطلاع على الأجزاء الأولى اتبع الروابط بالأسفل 

 

(6)

فوضي في شارع صلاح سالم – 4 صباحًا

—————————————-

 

حسنين الطبيب الذي عاد رابعة 3 صباحًا لينال قسط من النوم أيقظه مدير المستشفى الساعة 3.34 صباحًا قائلًا : "حالة طوارئ، وقع هجوم" ويقول حسنين أنه على الرغم من تعاطفه مع أنصار مرسي إلا إنه ليس عضو في جماعة الإخوان.

 

قال: ركضت سريعًا معي حقيبة الإسعافات الأولية قطن، شاش، بيتادين ورشاش خل لتخفيف أثر الغاز المسيل للدموع؛ وصلت هناك ما بين 4 أو 4.10 صباحًا. بينما أنا أسير في شارع الطيران كنت أسمع صوت الطلقات وقنابل الغاز خارج الحرس الجمهوري لكن لم أكن أرى شيئًا. كنت أركض فمررت بمصاب أحضروه بالإتجاه الآخر كان مصاب بطلق ناري في ذراعه وكان يصرخ بصوت عالِ جدًا ؛ كانت ذراعة متعلقة بقطعة من الجلد فقط. ولم يكن هناك شيء بإمكاني أن أفعله له.

 

أضاف: رأيت نساء وأطفال يركضون هربًا وآخرين يركضون نحو المصابين ليدافعوا عنهم وبأيديهم حجارة وعبوات القنابل المستخدمة، وكانوا يحرقون الإطارات لخلق أكبر كمية ممكنة من الدخان لتمنع القناصين من إطلاق النار

 

وأضاف: "رأيت النساء والأطفال يركضون متراجعين وكان أناس آخرين يحاولون الدفاع بقطع الحجارة وحرق الإطارات لعمل أكبر قدر من الدخان لمنع القناصة من إطلاق النار"

 

وفي سخونة الأحداث حاول محمدي -شاهد عيان –  مساعدة أكبر قدر ممكن من المحتجين الأكثر عرضة للهجوم في ساحة القتال ليهربوا من شارع الطيران عائدين لرابعة العدوية

 

ومر محمدي بامرأة عجوز تختنق من الغاز المسيل للدموع قالت له :

 

أين ابني؟ لا أجد ابني

 

حاول أن يساعدها محمدي قائلًا: دعيني أساعدك كلنا أبناءك

 

رفضت قائلة : ليس مهم أن يحدث لي أي شيء لكن إبني هو حياتي لابد أن أجد ابني

 

فتركها محمدي متوجهًا لشارع الطيران حيث أصيب بطلق ناري في الناحية الداخلية من فخذه الأيمن. قال رأيت الضابط الذي أصابني كان أحد القادمين من مسجد السيدة صفية منتهيًا لمنتصف شارع الطيران وأطلق عليّ النار من مسافة 30 متر

 

تقريبًا في نفس الوقت كان حسنين أيضًا وصل لتقاطع شارعي الطيران وصلاح سالم، الذي كان تقريبًا قد خلى من الناس. قال أود أن أقول أنني في طريقي الساعة 4.15 صباحًا رأيت متظاهر أعزل مقتول برصاصة في رأسه! لم يكن هناك أي متظاهرين مسلحين كان معهم عصى او يرتدون خوذات لكن أقسم بالله كل من قتل برصاص في رأسه كانوا عُزّل.

 

في وسط الفوضى كانت هناك د. أحلام عبد العزيز غريب (استاذ ميكروبولوجي مساعد في جامعة الزقازيق) لما أصبح الغاز كثيف جدًا هرعت د. أحلام ذات الحجاب للبحث عن إبنها المصاب بالربو ذي الذي يبلغ من العمر 21 سنة. قالت:

 

بينما أنا أجري من خيمة لخيمة وهم يطلقون النار في كل الإتجاهات لم أجده ووجدت الناس كلها قررت الإنبطاح أرضًا فنزلت على الأرض ,بينما أنا كذلك أصبت بطلق خرطوش في ظهري وبدأت أسعل دمًا [ بينت الأشعة لاحقًا انها أصابت ب 75 قذيفة خرطوش منها ما هو ما زال مستقر في رئتها]

 

أكملت:

 

وأنا على الأرض توجه ناحيتي ضابط شاب يرتدي بدلة غامقة أعتقد أنه من أمن الدولة وقال:

 

انهضي!

 

قلت له لا أستطيع أنا مصابة

 

وجه بندقيته في وجهي قائلًا انهضي وإلا قتلتك

 

فنهضت

 

قالت د.أحلام أنها اُخِذَت لنهاية الشارع وحُجِزَت مع مصابين آخرين بجانب مدرعة الأمن المركزي التي تعتقد إنها أصيبت منها قالت كان فوق المدرعة رجال الأمن المركزي يحملون بنادق الخرطوش التي أصبت بواحدة منها، ظللت أرجوهم أنني أم دعونا أحضروا لنا سيارات إسعاف لكنهم كانوا عديمو الرحمة وقالوا لن تصل سيارات الإسعاف هنا بسبب الحوائط التي بنيتموها. حجزونا هناك حتى طلعت الشمس فتركونا.

 

بعض المعتصمين لم يحالفهم الحظ. على مسافة نصف ميل شرق وغرب الإعتصام يقع مسجدين؛ مسجد مصطفى غربًا ومسجد صفية شرقًا.عديد من المعتصمين تجمعوا في المسجدين ذلك الصباح…

إسلام لطفي 19 سنة طالب بكلية الصيدلة ابن الدكتور محمد لطفي أحد أطباء المستشفى الميداني. كان في المسجد حوالي 3.30 صباحًا يغسل وجهه حين سمع فجأة صوت الطلقات فأخرج رأسه من باب المسجد ليرى ساحة المسجد الخارجية، قال كان هناك عدة رجال شرطة أمروني بالرجوع داخل المسجد. وجدنا بندقيتان محشورتان من شبابيك الحمام وأكمل كدت اعتقل ذاك الصباح رغم أني لم أفعل سوى غسل وجهي.

 

واستمر قائلًا جاء احدهم وكسر الباب كنا 4 بالداخل أمرنا بالنزول إلى الأرض وقيد أيدينا بشرائط بلاستيك ثم قادنا مقيدي الأيدي لسيارة الشرطة

 

كانت رؤوسنا منخفضة فلم أرى إطلاق النار كنت فقط أسمعه. كان رجال الأمن المركزي يحطمون سيارات الناس على جانبي الطريق حتى تتهم النيابة المعتصمين بإفساد الملكيات العامة.

 

سيارة الشرطة كانت أشبه بجهنم فهي معدة لتتحمل 15 فرد وكان بها فوق ال50 إنسان، كانت غير مريحة إطلاقًا، البعض فقدوا وعيهم وكانت الرطوبة مرتفعة جدًا من التنفس، أدخلونا بالسيارة لداخل نادي الحرس الجمهوري وأبقونا محتجزين إلى الساعة 9 صباحًا

 

ظننا أن الناس بدأت تحتضر فقرعنا جدران السيارة فأخرجونا نحن وركاب 3 سيارات أخرى

 

جولة مشابهة حدثت في مسجد السيدة صفية. أُلقيَ القبض على بعض المتواجدين بداخله قبل أن يتحصن به اغلب المعتصمين. (الساكنة ميرنا الهلباوي فيما بعد أصرت على أن المتظاهرين اعتلوا المئذنة وبدأوا إطلاق النار على قوات الأمن) كل من كان بالمسجد تم اعتقاله

 

يقول خالد نور الدين محامي المحتجزين : أرادت الشرطة مفاجأتهم فحاصرت المسجد وبمنتهى التحقير أمرتهم بالخروج من المسجد اثنان اثنان وألقوا هواتفهم وأخرجوهم من المسجد أشبه بمجرمي الحرب؟

ويقول نور الدين أنه مثلما فُعِلَ بمن كانوا في مسجد مصطفى فُعِلَ بهؤلاء حَشَروا 50 إنسان في سيارة معدة ل 15 وثانيةً قال المحتجزون أن الشرطيين دمروا الممتلكات العامة ربما لتلفيقها لهم. وأدخلوهم داخل نادي الحرس الجمهوري وظل المحتجزون يقرعون جدران السيارة طلبًا لبعض الهواء. أخرجوهم وأمروهم بالإنبطاح أرضًا وظلوا يمشون بأحذيتهم الميري قريبًا من وجوههم.

 

أضاف نور الدين أتى أحد الضباط بصورة للرئيس محمد مرسي وعرضها على أحد المعتصمين سائلًا إياه :من هذا؟

قال المعتصم: الرئيس محمد مرسي.

رد عليه هو ليس رئيس بل خروف ثم قام بضربه

أكثرمن 600 شخص تم اعتقالهم ذاك الأثنين. وككثيرين تم احتجاز إسلام لطفي إلى صباح الأربعاء وأنكر التهم المتوجهة إليه وهي شروع في قتل وحيازة سلاح. قال إسلام: لم أفعل أي شيء عنيف كان احتجاج سلمي.

……………………………..

(يتبع)

 

للاطلاع على الجزء الخامس –  استقبال المستشفى الميداني الجثمان الأول  – اتبع الرابط 

 

*الصورة للجارديان كتب تحتها :جنود مصريون يضعون الاقنعة الواقية من الغاز بالقرب من مقر الحرس الجمهوري

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023