«إنهم يستخدمون النساء والأطفال دروعاً بشرية».. اتهام لا يزال الانقلابيون يرمون به رافضي الانقلاب لتبرير وقوع نساء وأطفال شهداء خلال مسيرات مؤيدي الشرعية، والتي بلغت ذروتها خلال مجزرة دار الحرس الجمهوري، وأحداث المنصورة التي استهدف من خلالها بلطجية، مسيرة نسائية أوقعت 3 نساء وعشرات الجرحى.
هذا الاتهام، الذي حاول الانقلابيون ترويجه للهجوم على مؤيدي الرئيس محمد مرسي، يبدو أنه بات السبيل الوحيد للانقلابيين لمواجهة حجم الرفض للانقلاب الذي يزداد يوماً بعد يوم، إذ تصدرت المشهد «الانقلابي» مؤخراً، مجموعة من النساء يؤدين دوراً قيادياً للتحريض ضد معتصمي رابعة والنهضة، يأتي على رأسهن كل من درية شرف الدين وزيرة الإعلام في حكومة الانقلاب وميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة.
فبالأمس القريب، خرجت الإعلامية درية شرف الدين، وزيرة الإعلام في حكومة الانقلاب، لتتلو بيان حكومة الببلاوي بشأن تفويض الداخلية بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بزعم أن الاعتصامين يهددان الأمن القومي المصري، وظهرت شرف الدين، المذيعة التي اشتهرت بتقديم برنامج «نادي السينما»، أحد أشهر برامج التليفزيون الحكومي التي كانت تقدم أفلاماً أجنبية، وكأنها تقدم استهلالاً لفيلم جديد وليس بيان يحمل بين طياته تهديداً شديد اللهجة لمناهضي الانقلاب.
سيدة أخرى، أثار اختفاؤها طوال الأيام الماضية جدلاً واسعاً، خاصة وأنها تتولى رئاسة أعلى مجلس لشئون المرأة بالبلاد، الأمر الذي كان يستلزم منها الخروج إبان الأحداث الدامية منذ الانقلاب العسكري، والتي أوقعت عدداً من النساء والأطفال، إلا أنها أبت أن تخرج طوال هذه الفترة، للتنديد بالانتهاكات ضد المرأة، لتخرج قبل يومين لتعلن عن أن وقوع ضحايا من النساء والأطفال خلال هذه الأحداث جاء نتيجة استخدام الإخوان للنساء والأطفال كـ «دروع بشرية»، دون أن تدلل على هذا الإدعاء، ودون أيضاً أدنى كلمة استنكار وإدانة منها لهذه الأحداث.
وفاجأت التلاوي، الجميع، بعقد مؤتمر صحفي بالهيئة العامة للاستعلامات، حاولت من خلاله كشف ما أسمته باستخدام النساء والأطفال دروعاً بشرية للإخوان، حيث أخذت تتحدث عن هذا الأمر دون أدلة أو أسانيد، الأمر الذي دفع أحد المراسلين الأجانب للرد عليها مطالباً بأدلة على كلامها فما كان منها إلا أن ردت عليه بعصبية قائلة إن كل القنوات تقول ذلك والأمر لا يحتاج إلى دليل!!.
ولعل الظهور اللافت، للنساء الانقلابيات، في هذه المرحلة تحديداً، ربما يكون معبراً عن حالة الفشل والإفلاس التي ضربت «رجال» الانقلاب، والذين ظلوا على مدار شهر كامل منذ الانقلاب، يحاولون الترويج لـ «الثورة الجديدة»، ويسعون لشحن الرأي العام ضد من يصفونهم بالإرهابيين من المرابطين بميداني رابعة والنهضة، بل ووصل الأمر بهم للجوء لطلب «تفويض» من الشعب للقضاء على هذا الإرهاب.
نقطة أخرى، يراها مراقبون سبباً وراء الدفع بالعنصر النسائي على قمة المشهد الانقلابي حالياً، وهو اللجوء لـ «المسكنة» بدلاً من سياسة التهديد «الذكورية»، إذ شعر الانقلابيون أن استخدام صوت النساء ربما يؤدي لاستعطاف الرأي العام، خاصة وأن اللغة التي ستستخدم من قبل الانقلابيات ستتحدث عن أموراً ذات طابع إنساني، مثلما تحدثت التلاوي عن مزاعم استخدام مؤيدي مرسي للأطفال من دور الأيتام للدفع بهم رغماً عنهم بالاعتصام والمظاهرات.
إلا أن السحر بدا وكأنه ينقلب على الساحر، إذ كان في استخدام «ميرفت ودرية» أسوأ دعاية للانقلاب، حيث أعادتا لذاكرة المصريين نظام مبارك بكل ما فيه، حيث تمثل كل منهما ذلك النموذج من النساء اللاتي كن يتجمعن حول سوزان مبارك، فبدلاً من أن يكون الظهور النسائي محاولة للاستعطاف أو لغسل سمعة الانقلاب، بات وكأنه رسالة واضحة بأن نظام المخلوع في طريقه للعودة، وأن أول بشائره .. النساء.