"لن تضيعوا فرحتنا بالعيد " شعار يرفعه المعتصمون في ميدان رابعة العدوية والمتظاهرين المؤيدين لشرعية الرئيس محمد مرسي، متحدين حكومة الانقلاب التى توعدت بقتلهم ليلة العيد إن لم يرضخوا أمام البيادة العسكرية، فاستقبلوا التهديدات بالدفوف والأناشيد وملاهى الأطفال و مسرح العرائس والآلاف من البالونات التى تزين الميدان والشوارع المحيطة به.
بالبهجة والفرحة استقبل المعتصمون عشرات الآلاف من المتظاهرين المتوافدين على الميدان منذ الصباح الباكر لأداء صلاة عيد الفطر المبارك والاحتفال بمراسم العيد و مليونية النصر الذين لم يجعلوا موطءً لقدم في الميدان و الشوارع المحيطة به من أول مكرم عبيد و أول عباس العقاد وشارع قاعة المؤتمرات من ناحية النصب التذكاري، مرحبين بهم بدقات الدفوف قائلين " مرحب مرحب بالثوار"
وبعدما تستطيع الدخول إلى الميدان بصعوبة بالغة من شدة الزحام تجد الشباب و الفتيات يستقبلونك بكحك العيد و الحلويات و التمر و المكسرات أيضا مهنئينك بالعيد بعد طول عبادة شاقة دامت شهر،مرحبين بوجودك بينهم، محيين فيك شجاعتك التى أتت بك إلى الميدان أنت وأطفالك رافعين الأعلام و البالونات. ومرة أخرى رددوا " مرحب مرحب بالثوار"
على أنغام أناشيد "لا للفلول رئيسنا مرسي" و "مصر إسلامية " وغيرها من الاناشيد تطرب المتظاهرون و صفقوا، مبتهجين بهذه الأجواء الكرنفالية غير عابئين بالموت الذي هددوا به ليلة العيد دون احترام لمكانة هذه الليلة التى أراد الله للمسلمون أن يفرحوا فيها متناسين هموم دنياهم .
أينما تجولت في ميدان رابعة العدوية والشوارع المحيطة به ستجد البالونات تملىء المكان مكتوب عليها عبارات شتى مثل أهلا بالعيد، رئيسنا مرسي، ولا للانقلاب العسكرى، والأطفال يشترون ألعابهم من الباعة الذين انتشروا في الميدان.
و بإمكانات محدودة شيد المعتصمون ملاهى للأطفال و مسرح للعرائس تهافتت إليها قلوب الاطفال اليوم، فصار الزحام شديدا على الملاهى و كأننا نقف على أعتاب مدينة ملاهي ضخمة، ولم يغب عنا مكبرات الصوت التى كانت تروح عن الأطفال بأغانيهم المحبوبة ، كل هذا للأطفال وحدهم الكل مسخر لراحتهم و الترويح عنهم .
أما النساء و الرجال كلا على حدة تجمعوا في حلقات و أخذوا في الهتاف بأصوات فرحة على أنغام الدفوف و الزغاريد ، فالرجال انهمكوا في الترويح عن أنفسهم باللعب فيما بينهم و الغناء ، بينما النساء استثمرن الوقت في الهتافات المنددة بالانقلاب بنكهة العيد فكان من أبرزها " يا ابو دبورة و نسر وكاب تعالى دوق كعك الارهاب " ، ناعمة ياغريبة جايكى نصرة قريبة" ، " يا بيتىفور يا بيتيفور يلا ياسيسى أمشى غور".
خيام المعتصمين لم تكن أقل من الميدان و شوارعه المزينة بالبالونات ، حيث حرص المعتصمون على تزيين خيامهم بالبالونات وأوراق الزينة و كتابة شعارات مرحبة بقدوم العيد بعد35 يوما شاقا من الاعتصام مر عليهم فيها أربع مجازر بدون هوادة.
بإختصار حّول المعتصمون ساحات الاعتصام إلى ساحات للتهنئة والفرحة و الابتهاج بالعيد، مؤكدين على صمودهم في الميادين حتى إستعادة شرعيتهم المغتصبة ،أرادوا اليوم ان يوصلوا رسالة للسلطة الانقلابية، مفادها مهما عملتم على إفساد فرحتنا سنفرح و لن تخيفنا تهديداتكم و سنستعيد شرعيتنا بالرغم التشوية و سنكسب مساحات جديدة من الارض، حيث وسع المتظاهرون اعتصامهم و نصبوا خيام أمام طيبة مول المواجهة لميدان رابعة، فهل وصلت الرسالة ؟