قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال بصحيفة "الإندبندنت" تحت عنوان (حمامات الدم صارت مشهدا يوميا في القاهرة) "إنه العار، نحن في أسوأ فصل في تاريخ مصر، الشرطة أطلقت النار على المتظاهرين من على أسطح المباني المحيطة بميدان رمسيس".
أضاف فيسك الذي قال إنه كان بين المتظاهرين أمس في ميدان رمسيس : "لترى الجريمة لا عليك سوى الذهاب لمسجد الفتح وتزيح الكفن عن ٢٥ جثة لترى من أطلق عليه في وجهه أو رأسه أو صدره نحن أمام مجزرة في ميدان رمسيس، ففي مسجد الفتح توقفت عن عد الجثث بعد أن وصلت إلى العدد 50".
وأشار إلى أنه "قبل الذهاب إلى رمسيس كنت في رابعة التي ارتكبت فيها مجزرة يوم الأربعاء الماضي وقال أحد ضباط الشرطة "إننا نحن نؤدي العمل والجيش يراقب عن بعد" ،وقال إن ذلك هو ما حدث أيضا في رمسيس حيث كان هذا من أهم الاعترافات التي تلقيتها البارحة كانت مدرعات الجيش واقفة على بعد ميل بينما تُرتكب المذبحة".
وأوضح "استمرت الشرطة لمدة ساعتين بإطلاق النار، فاتجه الناس بأعداد مهولة نحو المسجد، ولا أعتقد أن الشرطة كانت تتصرف بشكل عشوائي فقد جاءتهم أوامر بالقتل وبالفعل أطلقوا النار للقتل ولم أجد كلمة غير "العار" لأصف ما شاهدته أمس.
وقال فيسك "في وسط إحدى أعظم المدن في العالم يحدث هذا! الشرطة التي من واجبها حماية المواطنين أطلقت النار على الآلاف و بقصد الاستهداف للقتل!، فيما كانت تحلق مروحيات الجيش بعلو منخفض وعليها مصورين بحثاً عن تصوير مسلحين من بين المتظاهرين".
أضاف "تفاجأت بوجه رجل محمول على أكتاف المسعفين تغطي الدماء وجهه كان ينظر إلى الأطباء و هم يحاولون إسعافه و لكنه قال "الله أكبر" وفارق الحياة ،هذه هي مصر بعد عامين ونصف من الثورة التي من المفترض أن تجلب الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية لننسى الديموقراطية الآن".