شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حسابات السعودية الخاطئة بدعم الثورة المضادة بمصر

حسابات السعودية الخاطئة بدعم الثورة المضادة بمصر
  ترجمة: إسماعيل خليفة   عندما نري كيف تقف السعودية وبعض الدول الخليجية الغنية وراء الثورة...
 
ترجمة: إسماعيل خليفة
 
عندما نري كيف تقف السعودية وبعض الدول الخليجية الغنية وراء الثورة المضادة الدموية في مصر لا يمكن للمرء إلا أن يفترض أن تلك الأنظمة الملكية المحافظة مستعدة لأن تحارب الإخوان المسلمين حتي آخر مواطن مصري بل وأن تخوض حرباً بالوكالة ضد التهديد الإقليمي الذي يمثله التشدد الإسلامي المترتب علي ذلك كما ورد في مقال  الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوسDavid Ignatius. بصحفة فيينر تسايتنوج Wiener Zeitung النمساوية.
 
والمتأمل في الأحداث التي وقعت في الأسابيع الماضية يجد أن تلك الأحداث لم تكن سوي ذروة توجه عام تكوَّن منذ فبراير2011 مع إسقاط الرئيس حسني مبارك والذي رأي كثير من السعوديين في إسقاطه خذلاناً من الولايات المتحدة لأحد حلفائها.
 
لقد أصيبت كلاً من السعودية والإمارات والبحرين بحالة من خيبة الأمل من عدم مشاركة الولايات المتحدة في دعم الحكومة العسكرية التي أسقطت الرئيس محمد مرسي ويرون أن ذلك يمثل دليلاً آخر علي تراجع قوة الولايات المتحدة عالمياً ومعبراً عن تحفظ الرأي العام الأمريكي من التدخل في صراعات أخري في بلدان إسلامية بعد التدخل الأمريكي في أفغانستان والعراق.
 
المثير للقلق في الموقف الخليجي الداعم للجنرالات المصريين هو أن موقفاً للسياسة العربية الحديثة يتكرر ألا وهو موقف تدخل السعودية ودول محافظة أخري في الصراعات العربية الداخلية بشكل جزئي من أجل إبعاد الإضطرابات عن حدودها. 
 
وقائمة تدخلات الرياض في شئون دول عربية أخري هي قائمة طويلة فالسعودية ومعها الكويت وبعض الدول الأخري قاموا بدعم منظمة التحرير الفلسطينية (PLO) في لبنان مادياً حتي أدخلوها في حرب أهلية دامت 15 عاماً, كما دعموا صدام حسين مادياً في حربه ضد إيران والتي دامت 8 أعوام, ثم كانت الحرب التي خاضتها السعودية بالوكالة ضد الإتحاد السوفيتي في أفغانستان فقد شجع السعوديون بدعم أمريكي قوي المتمردين المسلمين ومجموعات المجاهدين الأفغان والتي تحولت إلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة لاحقاً وكنتيجة لتلك الأعمال المغطاة والمستترة تخوض الولايات المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 حربها ضد الإرهاب.
 
وفي الوقت الراهن تخشي السعودية إيران بشكل كبير وتقوم السعودية بدعم السنة في لبنان ضد حزب الله الموالي لإيران كما تدعم السعودية السنة في العراق والذين يخوضون إنتفاضة عنيفة ومتزايدة ضد رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي ثم في سوريا تعتبر السعودية داعماً رئيسياً للمتمردين ضد بشار الأسد فالسعوديون يرفضون بشار الأسد لأسباب عديدة من أهمها أنه حليف لإيران وفي بعض الأحيان يدعم السعوديون ومعهم الولايات المتحدة والأردن زعيم المعارضة المعتدل اللواء سليم إدريس وأحياناً أخري يدعمون الجهاديين المتشددين.
 
في النهاية من حق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن تقررا ماترانه مناسباً لحماية أمنهما وإستقرارهما أما تصور السعوديين أن التدخل السعودي في مصر والذي بموجبه يتم حظر جماعة الإخوان المسلمين سوف يحمي نظامهم الملكي المحافظ هو تصور أقل ما يقال عنه أنه تصور قصير النظر. لكن المال مالهم وهم أحرار فيه. 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023