بقلم: د.علاء الروبي
كما أقول دائما "دولة الانقلاب دولة خراب …. دولة عذاب" .. وهذه الأيام تصلني شكاوى من المهمشين ومحدودي الدخل ما ينغّص علىّ حياتي، فقد استخدم الانقلابيون البسطاء والفقراء والمهمّشين ـ عن طريق الإعلام، والوجبات التي تحوي البروتين – ولا يعرف أهميتها إلا من خالط الفقراء شديدي الفقر الذين يأكلون البروتين مرة أو مرتين في الشهر- واليوميات والترهيب وغيره من الأساليب الرخيصة في الحشد ليوم 30-6 ويوم 26-7 ..
وبعد أن أدى هؤلاء دورهم تركهم الانقلابيون للمعاناة؛ فالعمالة المؤقتة وعمّال اليومية يعانون الأمرّين ـ في هذه الأيام ـ بسبب نقص فرص العمل نتيجة حظر التجوال وهروب المستثمرين بعد العنف الوحشي للانقلابيين، وقيام العديد من المصانع بتسريح العمالة المؤقتة، وطبعا البحث عن فرصة بديلة في هذه الأيام درب من المستحيل.
المدارس على الأبواب، ولمن لا يعرف فإن موسم دخول المدارس من مواسم معاناة الفقراء والمهمشين ومحدودي الدخل، حيث يتوجب عليهم توفير مصروفات المدارس – الحكومية طبعا- وثمن الشنطة والحذاء والزيّ المدرسي والأدوات والكتب …… وهي معركة حامية الوطيس عليهم لم يكن يخفف عنهم فيها إلا العمل الخيري والجمعيات الأهلية ولا يخفى على أحد أن الغالبية العظمى من هذه الجمعيات يقوم عليها أبناء التيار الإسلامي ومحبيه ولا يخفى على متابع مدى الضغط الذي يعانيه أبناء هذا التيار بسبب الانقلاب الدموي وما سيترتب عليه بالضرورة من ضعف الأداء في مد يد العون للفقراء والمهمشين والذي سيسبب -لا محالة- مزيد من الضغط على هذه الفئة الكادحة طبعا.
أظن أن شوادر أدوات ومستلزمات المدارس المخفّضة ستختفي في ظل الملاحقات الأمنية المحمومة لكل ما هو إسلامي، وطبعا ستزداد المعاناة ولن يلتفت الإنقلابيون للفقراء والمهمشين، وبعد المدارس يأتي عيد الأضحى، سيأتي ونفوس أهالي ضحايا الانقلابيين – مئات الآلاف- حزينة وأجسادهم منهكة، فمن لشوادر اللحم بسعر التكلفة؟! ومن لتوفير المواد الغذائية بأسعار التكلفة ؟!
فلا وزارة التموين ـ ربنا يمسيك بالخير يا باسم يا عودة ـ ستفعل شيئاً، ولا التيار الإسلامي يملك الطاقة ولا أظنه سيسمح له أصلاً بذلك إلا بكسر الانقلاب؛ وتابعوا إن شئتم هجوم الانقلابيين على الجمعيات الأهلية التي على أساس ديني للقيام بما كان تقوم به سابقا، وسيترك الفقراء والكادحون – وقود الثورة في كثير من المراحل- نهباً للأزمة الطاحنة وغياب اهتمام الإنقلابيين بهم لأنهم لم يعودوا يحتاجونهم .
وختاما نعتذر لتجار"العدالة الاجتماعية وحقوق المهمشين" – الذين لن نسمع لهم حساً ولن نرى لهم أثراً في محاولة رفع هذه المعاناة عن المهمشين والفقراء- لدخولنا في ساحة "سبوبتهم" فأبناء التيار الإسلامي هم فرسان هذه الساحة وروادها منذ عشرات السنين ومن قبل أن يظهر تجار "العدالة الاجتماعية وحقوق المهمشين " على الساحة ولله الفضل والمنّة من قبل ومن بعد.. دولة عذاب .