فور قيام الجيش بانقلابه في الثالث من يوليو الماضي، شنت سلطات الانقلاب حملة اعتقالات واسعة بحق قيادات جماعة الإخوان، وبعض القيادات الأخرى الرافضة للانقلاب، ظناً منهم أن هذا سيؤدي إلى تهدئة الشارع ضد الانقلابيين ويمكن لهم بسط سلطانهم وفرض الأمر الواقع،، إلا أن كل هذا باء بالفشل.. فمع كل حملة اعتقال يتزايد أعداد المتظاهرون في الشوارع رفضاً للانقلاب..
بالأمس تم اعتقال، القيادي الإخواني محمد البلتاجي، والذي كانت تزعم سلطات الانقلاب أنه العقل المدبر لما أسمته إرهاب الجماعة، وأنه المحرك لمظاهرات ومسيرات رافضي الانقلاب، هذا الزعم الذي انهار سريعاً أمام حشود بالآلاف خرجت اليوم لتستكمل ثورتها، حشود خرجت دون قائد، لتوجه رسالة واضحة لقادة الانقلاب، أن كل من يخرج رفضاً للانقلاب هو قائد لثورته،، فالثورة .. ثورة شعب وليست جماعة…
من الكتاتني والبيومي مروراً بأبو إسماعيل والشاطر وماضي وسلطان انتهاء بياسين والبلتاجي، حاول الانقلابيون وأد الثورة ضدهم مبكراً باعتقال القيادات الحزبية والسياسية الرافضة للانقلاب، إلا أن هذا يبدو أنه لم يثمر عن شيء خاصة وأن جمعة الثلاثين من أغسطس التي تمت الدعوة لها قبل أكثر من أسبوعين، تخطت أي تجمع سابق رافض للانقلاب، حيث شهدت معظم ميادين الجمهورية وشوارعها مسيرات حاشدة، في جمعة أطلق عليها أصحابها «جمعة الحسم»، تبدو بعد ساعات قليلة من انطلاقها أشبه بجمعة الغضب في الثامن والعشرين من يناير 2011، حين لجأ نظام مبارك لغلق الميادين والشوارع وتعطيل المواصلات، إلا أن هذا لم يمنع جموع الشعب الغاضبة من إعلان إرادتها عالية «الشعب يريد إسقاط النظام».
ورغم أن سلطات الانقلاب، لجأت لإجراء جديد، تمثل في إغلاق المساجد الكبرى، لأول مرة في تاريخ مصر، إلا أن هذا أيضاً لم يمنع المصريين من الخروج في مسيرات حاشدة، بل شهدت مناطق عديدة خروج مظاهرات لأول مرة بها، خاصة المناطق الراقية كالتجمع الخامس والعبور والنزهة وغيرها.
رسالة 30 أغسطس، كانت أسرع من أن تنتظر حتى نهاية اليوم كي تصل إلى الانقلابيين، رسالة مفادها أن اعتقال هذا السياسي أو ذاك، أو سجنهم جميعاً، لن يحول دون خروج الملايين الرافضين للانقلاب، فالثورة اليوم إرادة شعب وليست إرادة هذا الفصيل أو ذاك التيار.. فلا عجب أن يخرج المصريون اليوم مرددين «للثورة شعب يحميها».