تحت عنوان "أمريكا تفقد التركيز على مصر"، قالت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس الخميس: " الجدل حول سوريا شوش على قرار حساس آخر حول سياسة الشرق الأوسط، والذي يجب أن يتخذه أوباما على وجه السرعة: حول مواصلة المساعدات للحكومة المدعمة عسكريا والتي قبضت على السلطة في مصر".
وأضافت الافتتاحية: " مراجعة الإدارة الأمريكية لتلك السياسة كانت على وشك الانتهاء، عندما طفت على السطح قضية استخدام الأسلحة الكيماوية في دمشق، وكما نفهم الأمر، فإن الخيارات تتضمن استقطاع جوهري في المعونة السنوية الأمريكية المقدمة للقوات المسلحة المصرية، والتي تبلغ 1.3 مليار دولار".
وتابعت الصحيفة: " البيت الأبيض أخبرنا أن أوباما لم يتخذ قرارا بشأن تعليق أو إلغاء المساعدات لمصر، بعد أن قرر تأجيل تسليم مقاتلات اف 16، وأسلحة أخرى، بالإضافة إلى إلغاء تدريب عسكري مشترك مع مصر".
وأردفت: " من المهم أن يتخذ أوباما قرارا عاجلا. بينما تركز واشنطن على سوريا، يقوم نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي بالانتقال بثبات نحو إنشاء أوتوقراطية استبدادية، تخالف ثورة 2011 وسعيها وراء الديمقراطية".
وأضافت: " خلال الأسابيع الماضية فحسب، قام نظام السيسي بتصعيد موجات الاعتقال والملاحقة القضائية لقيادات الإخوان المسلمين، بينهم محمد مرسي، الرئيس المنتخب ديمقراطيا، الذي تم إقصاؤه في انقلاب 3يوليو. العشرات تمت محاكمتهم وصدرت ضدهم أحكام في محاكمات عسكرية، وفقا لقانون الطوارئ، والذي شكل جزءا من أساس دولة حسني مبارك الاستبدادية، واتهم مرسي نفسه بالتحريض على القتل. وفي ذات الأثناء تأخذ السلطات خطوات نحو الحظر الرسمي للإخوان المسلمين، واستبعاد الأحزاب ذات الهوية الدينية من النظام السياسي، والعودة إلى نظام عهد مبارك في انتخاب النواب البرلمانيين، وهو ما سيجعل من الانتخابات التي يعد بها النظام العام القادم بمثابة عار"
وأردفت الافتتاحية: "في بعض النواحي، مصر أقل حرية مما كانت عليه أثناء السنوات الأخيرة لمبارك، حيث أغلقت السلطات ثلاث قنوات تلفزيونية، بداعي التعاطف مع الإسلاميين، بالإضافة إلى قناة الجزيرة مباشر مصر. والصحافة التي كانت ذات يوم متنوعة، اتخذت خطا ممالئا للحكومة، مرددة كالببغاء ادعاءات بعيدة الاحتمال عن الخصوم، عن الإخوان المسلمين، وحتى السفيرة المنتهية ولايتها آن باترسون التي اتهمتها "الأهرام" بالتآمر مع قائد إخواني لنشر الفوضى في مصر عبر تهريب مسلحين من حماس، لكن باترسون، وهي محقة، وصفت المقال بالسخيف والخطير".
ومضت الافتتاحية تقول: "وضغطت إدارة أوباما على الحكومة للتصالح مع الإسلاميين، وإطلاق سراح الرئيس مرسي، والسجناء السياسيين الآخرين، وتنفيذ مرحلة انتقالية إلى ديمقراطية حقيقية، لكن تلك المطالبات تمت تجاهلها، بينما انغمست الحكومة في دعاية غريبة معادية للأمريكان".