خلل واضح في آلية اتخاذ القرار تعانيه الدولة في كافة قطاعاتها التنفيذية ، وهو ماينعكس مباشرة بالسلب على حياة المواطنين ويضر احتياجاتهم الضرورة ، ولعل الأمر الواضح بالنسبة لقطع المياه عن مناطق بمحافظة الجيزة أو أغلبها ، يعكس هذه الحالة والتي تبدوا في ظاهرها منسوبة لعيوب فنية ببعض المحابس العمومية جاري إصلاحها ، إلا أن باطنها يحوي عقاب جماعي لمواطنين كسروا حظر التجوال بشكل يومي اعتراضا على الانقلابيين العاجزين عن إدارة شئون البلاد والعباد.
جاءت تصريحات العميد محيي الصيرفي المتحدث الإعلامي للشركة القابضة للمياه بأنه تم تعديل مواعيد قطع المياه عن بعض المناطق بالجيزة اعتبارًا من الساعة الثامنة مساء اليوم السبت، وحتى الثامنة من صباح غد الأحد.
وكان الصيرفي قد صرح في وقت سابق أن مواعيد القطع ستكون من الثامنة صباحا اليوم السبت وحتى الثامنة مساء غد الأحد.
ولأن الأمر في طياته ماهو إلا عقاب جماعي لمحافظة خرجت عن بكرة أبيها بالأمس في مليونية الشعب يستكمل ثورته التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية ضد الانقلاب العسكري ودمويته ، فكان لابد أن يكون العقاب جماعي ورادع ويمس الاحتياجات الضرورية ، فجاء قطع المياه لاسيما مع حر الصيف، ولأنهم أدركوا أن قطع المياه في مثل هذا التوقيت قد يدفع المتظاهرين للنزول منذ الصباح الباكر ، على الفور خرج المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان ، ليكشف أنه نسق مع الجهات الأمنية ، وقرر عدم قطع المياه من الساعة 8 صباح اليوم السبت، كما كان مقررا ، بحجة مراعاة حاجة المواطنين للمياه ، مؤكدا أن العمل على إصلاح العطل في محبس المياه العمومي بمحافظة الجيزة سيبدأ من الثامنة مساء.
علما بأن المناطق التي ستقطع عنها المياه هي فيصل، وشارع الهرم، والمريوطية، والطالبية، وبشتيل، وجزيرة محمد، والوراق، وإمبابة، والمهندسين، والعجوزة ، وهي المناطق التي تشهد زخما ثوريا وخروجا جماعيا ضد سلطات الانقلاب العسكري الدموي.