تحت عنوان "في مصر، الترحيب باللاجئين تحول إلى قسوة"، قالت صحيفة نيويورك تايمز " أمس السبت إن العشرات من الأشخاص اقتحموا مؤسسة خيرية للاجئين السوريين في مصر عقب أيام قليلة من إقصاء الرئيس محمد مرسي، في رسالة واضحة، إنهم لم يعودوا محل ترحيب في مصر".
وأضافت أن المهاجمين أخذوا يرددون: " أنتم أيها السوريون تشعلون الوطن"، وقاموا بالاعتداء على راكان أبو الخير أحد اللاجئين السوريين، واعتدوا على نجله الذي يتجاوز من العمر الخامس والعشرين،بالهراوة بما أدخله في غيبوبة.
وتابعت أن الصراع السوري الممتد لعامين ونصف خلف عنه هروب أكثر من 2 مليون لاجئ، معظمهم قصدوا الأردن ولبنان وتركيا، إلا أن حوالي 300 ألف قصدوا مصر، حيث لاقوا ترحيبا كبيرا من الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، الذي كان داعما للثورة السورية.
وتابعت الصحيفة: " اللاجئون السوريون ظهروا ككبش فداء بعد إقصاء مرسي وهيمنة الجيش، وتحذيره من مخططات أجنبية لزعزعة الاستقرار، وكراهية الأجانب الخانقة في الإعلام والشوارع".
وأردفت نيويورك تايمز أن برلماني سابق مصري طالب بإعدام السوريين والأجانب، كما طالب مقدم أحد البرامج "الرجال الحقيقيين" بين السوريين أن يعودوا إلى بلدهم، ويحلوا مشاكلهم هناك.
ونقلت الصحيفة عن محمد أبازيد، لاجئ سوري من درعا بجنوب سوريا، إنه شعر بالخوف عند رؤية منشورات تقول: "أخي المصري، أختى المصرية، حاربوا الاحتلال السوري، ودافعوا عن وظائفكم".
وأوضحت الصحيفة: " في الأسابيع الأخيرة، قام بعض أنصار الحكومة الجديدة بالإشادة بجيش الأسد، في تحول صارخ للعديد من اللاجئين، الذين كانوا يشعرون بالأمان في مصر كمنشقين ".
وأشارت إلى أن العديد من السوريين في القاهرة باتوا يمكثون أوقاتا أقل في الأماكن العامة، وغادر البعض مصر متجها إلى لبنان أو تركيا أو الأردن، وجرب آخرون حظوظهم مع مهربي البشر، وسافروا بحرا إلى إيطاليا، بحسب تصريحات حقوقيين، كما اعتقلت السلطات مئات السوريين ورحلتهم.
ومضى التقرير يقول:" " قبل إقصاء مرسي، كان من الصعب إيجاد مقاعد على الرحلات المتجهة إلى القاهرة من محاور إقامة اللاجئين السوريين في اسطنبول وبيروت ولبنان وعمان، ولكن بعد أن تقلدت الحكومة المدعمة عسكريا السلطة، أصبح لزاما على السوريين للمرة الأولى منذ عقود الحصول على تأشيرات.