شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

السيسي على خطى حافظ الأسد.. حينما قال السوريون «تسلم يداك»

السيسي على خطى حافظ الأسد.. حينما قال السوريون «تسلم يداك»
«انقلاب عسكري، قام به وزير الدفاع، أطلق عليه (حركة تصحيحية).. قدم نفسه للأمة كرجل زاهد في الحكم، ثم عين رئيساً مؤقتاً...


«انقلاب عسكري، قام به وزير الدفاع، أطلق عليه (حركة تصحيحية).. قدم نفسه للأمة كرجل زاهد في الحكم، ثم عين رئيساً مؤقتاً سرعان ما أقاله بعد أن طالبه الشعب بالترشح للرئاسة،، ليستجيب لمطالب شعبه وينصب نفسه رئيساً نزولاً على رغبة الشعب».. عفواً .. لا تذهب برأسك بعيداً .. إننا هنا نتحدث عن سوريا وليس عن بلد آخر!!.

قبل 43 عاماً، قام وزير الدفاع السوري آنذاك «حافظ الأسد» بانقلاب عسكري على الرئيس نور الدين الأتاسي وتحديداً في نوفمبر 1970، وهو انقلاب أطلق عليه الأسد «حركة تصحيحية»، ليعين بجانب منصبه كرئيس للوزراء، ويعين رئيساً مؤقتاً هو أحمد حسن الخطيب.

وخلال هذه الفترة، بدأت تنطلق في شوارع سوريا مسيرات تطالب الأسد بالترشح للرئاسة، كما تحول هذا المطلب إلى أغنية كانت تذيعها باستمرار الإذاعة السورية وهي أغنية «تسلم يداك».. والتي كان يقول مطلعها «تسلم يداك يا مُعلم.. قد السفينة يا معُلم».. !!

وأمام هذا «الضغط الشعبي»،، لم يجد الأسد إلا أن يستجيب للشعب، لينصب نفسه رئيساً بعد شهور من انقلابه، ليصبح رئيساً لسوريا حتى وفاته..

سيناريو الأسد،، الذي بدأ بانقلاب أسماه «حركة تصحيحية»، ثم تعيين رئيس مؤقت «لا يملك من امره شيئاً»،، ثم خروج جماهير تطالب الأسد بالترشح للرئاسة،، لا يبدو بعيداً عن ما تشهده مصر حالياً، إذ وقع انقلاب أطلق عليه مؤيدوه اسم ثورة، تصدر المشهد خلاله شخص وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، الذي قام بالانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وأكد في مختلف أحاديثه أنه زاهد في السلطة، في الوقت الذي بدأت حملات «مجهولة المصدر» تنطلق للمطالبة بترشح السيسي للرئاسة.

وللمفارقة، فإن الأغنية التي مهدت للرأي العام ترشح الأسد للرئاسة، جاء مطلعها متشابهاً إلى نحو كبير مع الأغنية التي جاءت رداً على «تفويض» السيسي ودعماً له.. وهي أغنية «تسلم الأيادي»، في محاكاة مصرية للنموذج السوري «تسلم يداك»!!.

مفارقة أخرى، بين المشهدين الانقلابيين في مصر وسوريا، تتمثل في أن الأسد دخل صراعاً عنيفاً مع جماعة الإخوان المسلمين التي طالبت بإسقاط الحكم، وهو الأمر الذي تشهده مصر حالياً، حيث كان أول صراع خاضه السيسي، فور انقلابه، هو الصراع مع الإخوان، للتخلص منهم وإقصائهم بعيداً عن المشهد السياسي.

ويبقى تساؤل، هل قرأ الانقلابيون في مصر من نفس «الكتاب» الذي اعتمد عليه الأسد عند قيامه بانقلابه؟،، وهل كان السيسي يقصد حينما قال «إذا نزل الجيش الشارع اتكلموا عن مصر بعد 40 سنة» أن مصر 2013 لن تكون أكثر من إعادة سيناريو لسوريا 1970 الذي استمر أربعة عقود؟!.
 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023