هذا سؤال استنكاري ، لأنه لم تكن الحالة المصرية أكثر وضوحاً مما هي عليه الآن فمعرفه وفهم الحقيقة لا يحتاج الى فتوى من مجمع شرعي أو تقرير من مركز أبحاث ودراسات استراتيجي أو عقول فذة ، بل إن الإنسان الأميّ يدرك الصورة كاملة وتبدو له واضحة جليّة.
ولعلّ المتابع لكل ما تتناوله الميديا أومن خلال المناقشات يتبين له فريقان فريق يرى الحق حقاً ويتبعه وفريق في غيّهم يعمهون ..
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف إنْ كان الحق واضحاً وجليّا يظل البعض فى ضالة ?
كيف بعد أن ثبت كذب وأفك وبهتان الإعلام والبيانات الرسمية الحكومية بدءاً من مهزلة المسرحية التى أخرجها زعيم عصابة الانقلاب وما تلاها من بيانات مجرمي الداخلية والمتحدث السمكري؛كيف بعد تجميد دستور تمّت الموافقة عليه ؟
كيف بعد حل مجلس الشورى المنتخب؟
كيف بعد اختطاف أول رئيس شرعي منتخب؟
كيف بعد الدماء التي أريقت بغير ذنب 6801 شهيد بالإضافة إلى من يستشهدوا من آلاف الجرحى؟
كيف بعد التنكيل بالمعتقلين وقتلهم وحرق الجثث؟
كيف وقد عاد بطش الشرطة أسوأ مما كان؟
كيف و كيف و كيف……؟
إذن المسألة واضحة ولكن هناك من ضلّ وأضلّ على علم سواء بما لديه من علم شرعي أو سياسي، وهناك من أضلّته الدنيا بزخارفها من منصب وجاه سلطان وأموال وغيرها ..
وهناك من اتّبع هواه فأضلّه،وهناك من في قلبه مرض ( إنها لا تعمي الابصار ولكن تعمى القلوبُ التى في الصدور)
وهناك من في نفسه كبرٌ وبطرٌ، فلا يعود للحق بعد ما تبين له, استكبارا وزهواً
وهناك مرضى النفوس فتبهجهم الدماء, الأشلاء, الدمار, الضياع, المآسي حتى وإن طالتهم البؤس والشقاء يسكن داخلهم.
لكن الله هو الرحمن الرحيم ورحمته وسعت كل شيء ومهما ضل العبد فالله هو الهادي، إن الأمر لا يتعلق بوجهة نظر أو اختلاف في رأى انه يتعلق بمستقبل ليس مجرد وطن بل أمة..انها مصر !!!
والجمع منتظر إمّا تنهض ويقوم معها ليس العرب فقط أو كل مسلمي العالم بل وكل الشعوب المستضعفة
لذا ابتهل إلى الله العلي القدير إن يراجع كل مصري موقفه، فان كان على الحق فليحمد الله وليعش حراً كريماً او يستشهد على الحق، وإن وجد نفسه على، ضلال فالله تواب رحيم..