لم ينتظر حزب النور كثيراً بعد واقعة تجاهل مقترحات ممثله داخل لجنة الـ 50 لتعديل الدستور، وانسحابه من إحدى جلساتها، إذ خرج عدد من أعضائه ليشنوا هجوماً حاداً على اللجنة التي وصف أحدهم دستورها بأن مصيره «مزبلة التاريخ».
وكان الدكتور بسام الزرقا قد انسحب من جلسة لجنة المقومات المنبثقة من لجنة الـ 50 بعد رفض أعضائها ملاحظاته، حول المادة الثانية واستبدال كلمة الشريعة الإسلامية مكان مبادئ أو الإبقاء على كلمة مبادئ كما هي في المادة الثانية مع إضافة تفسير لها كما في المادة 219.
ورغم أن يونس مخيون رئيس الحزب أكد أن الحزب مستمر في لجنة الـ 50 إلا أن التصريحات المتواترة لأعضائه تنذر بمشكلة قادمة بين الحزب وأعضاء اللجنة، حيث شن خالد علم الدين المستشار السابق لرئيس الجمهورية، والقيادي بالحزب، هجوماً حاداً على لجنة الـ 50 وعلى تصريحات المتحدث باسمها محمد سلماوي، التي قال فيها إن الدستور لا دين له، حيث قال علم الدين «مصر ستظل دولة إسلامية ودستورها الحقيقي يستمد من دينها وثقافتها وتاريخها، ولن تستطيعوا أن تغيروا هويتها مهما فعلتم وحاولتم وقد حاول الفرنسيون والإنجليز والعسكر من قبلكم ففشلوا».
وأضاف علم الدين في كلمة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «إذا كانت دولتكم لا دين لها كما قلتم سابقًا ودستوركم لا يعترف بأديان كما يقول متحدثكم الفاشل، فسيذهب دستوركم إلى مزبلة التاريخ».
وتابع «سيذهب دستوركم بإذن الله مع كل من كتبوه إلى مزبلة التاريخ، وسيُسقط الشعب المصري المسلم المتدين بطبعه لا العلماني بطبعه كما تتوهمون، كل حاكم وكل دستور وكل قانون لا يحترم دينه وشريعته ورسوله والتاريخ بيننا».
من جانبه وصف الدكتور شعبان عبد العليم، أمين مساعد الحزب تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع دستور 2012، بأنه أكثر توازنًا من تشكيل لجنة الخمسين الحالية لتعديل الدستور.
وأوضح «عبد العليم»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «الصورة الكاملة»، الذي يُعرض على فضائية «أون تي في»، أن التيار الإسلامي يمثل 2% فقط من لجنة الخمسين، في حين أن التيار الليبرالي والعلماني واليساري يمثل 98%.
وأشار إلى أن لجنة الخمسين معينة، وكان من الأفضل أن تكون منتخبة، مؤكدًا أن حزب «النور» وافق على الانضمام للجنة إعلاء للمصلحة الوطنية، مضيفًا: «الاتفاق هو أن يكون الأمر بالتوافق وليس بالتصويت كما حدث اليوم».