قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء: " عندما بدأت التحولات السلمية في تونس ومصر، كان العالم بأسره مفعما بالأمل، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة، شأنها شأن الآخرين، فوجئت بسرعة العملية الانتقالية، ولم تقم بأي إملاءات للأحداث(في الحقيقة لم تستطع)، لكننا اخترنا دعم من طالبوا بالتغيير، وفعلنا ذلك استنادا على الإيمان بأنه رغم إمكانية صعوبة تلك التحولات، واحتياجها إلى المزيد من الوقت، إلا أن المجتمعات التي تبنى على أساس الديمقراطية والانفتاح وكرامة المواطن ستضحى في نهاية المطاف أكثر استقرارا ورخاء، وأكثر سلاما".
وتابع: " خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما في مصر، شاهدناصعوبة التحول. محمد مرسي انتخب ديمقراطيا، لكنه أظهر عدم رغبة أو عدم قدرة على الحكم بطريقة تتسم بالشمولية الكاملة، الحكومة المؤقتة التي حلت محله استجابت لرغبات ملايين المصريين الذين رأوا أن الثورة اتخذت منحنى خاطئا، لكنها(يقصد الحكومة المؤقتة) اتخذت أيضا قرارات لا تتسق مع الديمقراطية الشاملة، عبر قانون الطوارئ، والقيود على الصحافة والمجتمع المدني والأحزاب المعارضة".
واستطرد قائلا: " بالطبع أمريكا هوجمت من قبل كافة الأطراف في ذلك الصراع الداخلي، حيث اتهمت في آن واحد بدعم الإخوان المسلمين، والتخطيط لإقصائهم من السلطة. في واقع الأمر تجنبت الولايات المتحدة عمدا الانحياز إلى أي جانب، بل انصب جل اهتمامنا خلال السنوات القليلة الماضية على تشجيع حكومة تعكس بشكل شرعي إرادة الشعب المصري، والاعتراف بالديمقراطية الحقيقية، والتي تتطلب احترام حقوق الأقليات، وسيادة القانون، وحرية التعبير والتجمعات، ومجتمع مدني قوي".
وأضاف أوباما: " يظل ذلك اهتمامنا اليوم. وهكذا، نحو الأمام، ستستمر الولايات المتحدة في إقامة علاقة بناءة مع الحكومة المؤقتة بما يعزز مصالحنا الجوهرية مثل اتفاقية كامب ديفيد ومكافحة الإرهاب، سنستمر في دعمنا في مجالات مثل التعليم بما يفيد الشعب المصري. لكننالم نمض قدما في تسليم بعض المعدات العسكرية، وسوف يعتمد دعمنا على التقدم المصري في السعي لطريق ديمقراطي".
ومضى يقول: "نهجنا تجاه مصر يعكس مؤشرا أكبر: الولايات المتحدة سوف تعمل في بعض الأوقات مع حكومات لا تفي بالتوقعات الدولية الأعلى، ولكنها تعمل معنا في طريق مصالحنا الجوهرية. لكننا لن نتوقف عن التأكيد على مبادئ تتسق مع مثلنا، سواء كان ذلك يعني معارضة استخدام العنف كوسيلة لقمع المعارضين، أو دعم المبادئ التي تتجسد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".