قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع إن الخلافة هي الشكل النموذجي للحكومة، ويُعترف بها بشكل واسع كهدف لأي شكل حكومي جديد، معتبرا أن الديمقراطية ككيان علماني ليس من المحتمل أن تلقى تفضيلا من الغالبية العظمى من الشرق أوسطيين، كما أشاد بمفهومي البيعة والشورى، وذلك في إطار ورقة بحثية قدمها السيسي وقتما كان يدرس في كلية الحرب الأمريكية، عام 2006، وأوردتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية.
وكتب السيسي تحت عنوان "مفهوم الديمقراطية من وجهة النظر الإسلامية": " من المهم فهم منظور المواطنين العاديين في الشرق الأوسط للديمقراطية. الديمقراطية،ككيان علماني، ليس من المحتمل أن تلقى تفضيلا من الغالبية العظمى من الشرق أوسطيين، الذين هم أتباع مخلصون للعقيدة الإسلامية. وبشكل تقليدي هنالك صراع بين الأقطار الإسلامية مع مفهوم تأسيس الشكل الديمقراطي للحكومة، فمن جانب، هناك من يؤمن بأن الحكم الديمقراطي يمكنه التعايش مع الطبيعة الدينية للمجتمعات الشرق أوسطية، ولكن على الجانب الآخر فهنالك من يؤمن بأن الثقافة القبلية للبلدان الشرق أوسطية قد لا تكون مناسبة للحكم الديمقراطي، بسبب ظهور العديد من الفصائل، بما ينجم عنه "مجتمعا ممزقا" لا يمكن أن يتحد بشكل فعال".
وأضاف السيسي: "ولا يمكن أن تفهم الديمقراطية في الشرق الأوسط دون إدراك مفهوم الخلافة. الخلافة تعزي إلى عصر النبي محمد. خلال حياة النبي والسبعين عاما التالية وجدت الدولة النموذجية للخلافة كأسلوب حياة بين الشعب وداخل الهيئات الحاكمة، وينظر لهذه الفترة من الحياة كفترة خاصة جدا، وتعتبر الشكل النموذجي للحكومة، ويعترف بها بشكل واسع كهدف لأي شكل حكومي جديد، إلى حد كبير في الطريقة التي تسعى إليها الولايات المتحدة فيما يتعلق بمثاليات الحياة والحرية والسعادة. ومن مفهوم شرق أوسطي، فإن الكلمات التعريفية التي تحكم هذا الشكل من الديمقراطية قد تعكس "العدل والمساواة والخير".
وتابع في موضع آخر: " يرتبط بالخلافة الأدوار التي تلعبهما البيعة والشورى، اللتين وُجدا في السنوات الأولى للعقيدة الإسلامية، وهما إجراءان مهمان ومحترمان، فالبيعة هي إجراء اختيار الخليفة بينما الشورى هي هيئة مراقبة ونصح للخليفة. وتقدم الشوري دورها من وجهة نظر دينية، بما يضمن أن ينفذ الخليفة واجباته وفقا للتعاليم الإسلامية، وبالرغم من أن هاتين الإجراءين لهما جذور تاريخية دينية، إلا أنهما إجراءان يمكن من خلالهما بزوغ ديمقراطية".
وكان السيسي في حوار مع صحيفة واشنطن بوست في الرابع من أغسطس الماضي قد انتقد الرئيس المنتخب محمد مرسي قائلا: "المعضلة بين الرئيس السابق مرسي والشعب تنبع من مفهوم الإخوان المسلمين للدولة، والأيدولوجية التي تبنوها لبناء دولة تعتمد على استعادة الإمبراطورية الإسلامية الدينية، وهو ما لم يجعل (محمد مرسي) رئيسا لكل المصريين".
صور لنص الفقرات المترجمة