لا تزال زيارات كاترين أشتون -الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية، في الاتحاد الأوروبي- تشعل التكهنات في كل مرة حول الهدف من الزيارة وعن وجود اهداف معلنة واهداف أخري خفية عن الرأي العام حتي أصبح البعض يردد حين تحدث مفاجئات علي الساحة السياسية بـ"كلمة السر أشتون".
وتزامنت هذه الزيارة مع دعوات عدد من الحركات الرافضة للانقلاب العسكري اليوم (الثلاثاء) بالتظاهر في ميدان التحرير لأول مرة منذ الانقلاب معللين ذلك بأن قوات أمن الانقلاب لا تجرئ علي إطلاق النار علي المتظاهرين وإغضاب "الست آشتون" وهو ما حدث في الزيارة الأخيرة التي تزامنت مع إحدي مليونيات التحالف الوطني لدعم الشرعية ومرت دون خشائر في الأرواح.
وبعد ساعات من إعلان دعوات الثوار للتظاهر في ميدان التحير ونجاحهم في الدخول للميدان بالفعل نشرت صحيفة الأهرام خبر نقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية يؤكد أن كاترين أشتون أجلت زيارتها للقاهرة لمدة 24 ساعة بحيث تصل مساء غدًا (الأربعاء) دون ذكر الأسباب ثم لم يمر كثيرًا علي نشر الخبر حتي نشرت "الاهرام" نبأ وصول آشتون إلي مطار القاهرة بعد فض التظاهرات في ميدان التحرير بعد هجوم بلطجية بالطوب والحجارة علي المتظاهرين.
وتقول وسائل الإعلام التابعة للانقلاب إن الهدف من زيارة آشتون هو إدماج الإخوان في العملية السياسية مقابل اعترافهم بالانقلاب العسكري وإلغاء حل جماعة الإخوان المسلمين.
كما صرح سعد الدين إبراهيم-رئيس مركز ابن خلدون للدراسات- في في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر مصر أمس أن الاتحاد الاوربي كان سيفرض علي مصر عقوبات لولا زيارة الوفد المصر الذي كان أحد أعضاءه وأنهم نجحوا في اقناع الاتحاد الأوروبي بتأجيل العقوبات على مصر مقابل تدريب 150 ضابطا على الطرق السلمية لفض الاعتصامات دون استخدام العنف.
وأوضح إبراهيم ان زيارة آشتون تاتي لضمان أمرين، الأول الالتزام بحقوق الإنسان تجاه الإخوان المسلمين، والرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، والثاني الالتزام بتنفيذ خارطة الطرق في توقيتها الصحيح.
ياتي ذلك في ظل أخبار تقذف كبالونات اختبار من الوقت للآخر عن نية الإخاون قبول التفاوض مع سلطات الانقلاب كان أخرها ما عزته جريدة الاهرام لمصادر إخوانية تقول أن أن الدكتور محمد علي بشر، المفوض من الجماعة، والدكتور عمرو دراج، المفوض من حزب الحرية والعدالة، سيبلغون آشتون خلال لقائهم بها قبولهم بمبادرة الاتحاد الأوروبي لتحقيق المصالحة الوطنية.
وهو ماتنفيه جماعة الإخوان مرارًا وتكرارًا لتؤكد اليوم في بيان لها أنها لن تتراجع هي وكافة القوى الوطنية عن المطالبة بإنهاء الانقلاب العسكري الفاشي وعودة الشرعية والمتمثلة بعودة د. محمد مرسي الرئيس المنتخب والمخطوف إلى موقعه وعودة مجلس الشورى المنتخب والدستور المستفتى عليه، وهي باقية على عهدها مع الله ثم مع الشعب المصري الأبي.