تحركات واسعة قام بها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال الأيام القليلة الماضية إلا أن الغريب في الأمر أن تأخذ تلك التحركات طابع سياسي أكثر منها ديني، وكأنه مسئول سياسي يستقبل كبار المسئولين، ويشهد الاحتفالات، والزيارات .
فبالأمس استقبل البابا تواضروس الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة،سفير مملكة البحرين بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية بالقمر البابوى بالأنبا رويس بالعباسية، وتحدثا عن أواصر الصداقة بين البلدين ودعم البحرين لمصر، في مشهد أعتاد المرء رؤيته بين سفيريي دولتين ، أو سفير دولة مع وزراء ومستثمرين في حالة توقيع بروتكولات تعاون.
واليوم واصل الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، زياراته التفقدية مستبدل الرفقة الأمنية، التي صاحبته في زياراته المدرسية منذ بدء العام الدراسي، برفقة شخصية دينية "البابا تواضروس" للقرية الكونية كوزموس بالسادس من أكتوبر، على الرغم من كونها قرية نموذجية علمية ترفيهية وسياحية.
كما أن الظاهر للعيان وجود حرص كبير من جانب الانقلابيين لاسترضاء الأقباط في الوقت الذي يشتد فيه الخناق على المسلمين تحت رعاية الأزهر، والأوقاف، و تقوم فيه سلطة الانقلاب بحرق المساجد، وإغلاق المساجد بعد الصلوات، ومنع الصلاة في الزوايا، فبعدساعات من انسحاب الأنبا بولا، ممثل الكنيسة الأرثوذكسية في «لجنة الـ 50» لتعديل الدستور أول أمس من اجتماع «لجنة المقومات»، لعدم اتاحة الفرصة له للرد على حزب النور بخصوص مسألة الهوية المصرية ،أصدر المستشار عدلي منصور، الرئيس المعين من الجيش، قرارًا جمهوريًا بترخيص إقامة كنيسة للأقباط الأرثوذكس بمنطقة هرم سيتي بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، استجابة لطلب مطرانية 6 أكتوبر وأوسيم للأقباط الأرثوذكس لإقامة الكنيسة لخدمة أكثر من 400 أسرة مسيحية بهذه المنطقة لإقامة شعائرهم الدينية.
وبعيد عن اجتماع تلك المتنافضات مع بعضها البعض إلا أن الأمر ينم عن محاولات واضحة لاقحام شخصية دينية في شأن سياسي، ذلك الأمر الذي طالما عابه الإعلاميين والسياسيين على حكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان والمسلمين، بل وينم أيضًا عن محاولة إحلال وجهة جديدة لمصر في ظل صنع دستور يستهدف محو الهوية الثقافية والإسلامية لدولة كمصر، وفي ظل تنافس واضح بين الليبرالين والعسكر لسد الفراغ الذي تركه إقصاء الإسلاميين.