شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عيب يا زيدان..!- أسامة عبد الرحيم

عيب يا زيدان..!- أسامة عبد الرحيم
  الروائي الدكتور يوسف زيدان الذي روج لانقلاب 30 يونيو الأسود، نصب نفسه فلتر واحتفت صحف الفلول باكتشافه العبقري لـ 7...
 
الروائي الدكتور يوسف زيدان الذي روج لانقلاب 30 يونيو الأسود، نصب نفسه فلتر واحتفت صحف الفلول باكتشافه العبقري لـ 7 أخطاء زعم انه وجدها في كلمة للرئيس محمد مرسي بباكستان، ويومها لطم الخدود وشق الجيوب ووصفها بـ"الشنيعة"، وفجأة بعد الانقلاب اتسع فلتر زيدان للدرجة التي سمحت بمرور خطأ بحجم جالوس الطين تختصره عبارة "ده خد السلم معاه فوق..يعني معشمحدش..أقسم بالله تاني"..!
 
ولأن د.زيدان يعلم أن الديمقراطية ضاقت حتى استحكمت ثقوبها بعد الانقلاب على الشرعية، وأن رصاصة طائشة تثقب جمجمة الفلتر لن تكلف أحد المواطنين الشرفاء سوى خمسة جنيهات، آثر الرجل السلامة وحول دفة المعركة إلى الأموات في غياهب التاريخ الإسلامي.
 
واعتبر في نطحة تاريخية أن عبد الرحمن الداخل الملقب بـ"صقر قريش" هو الأحق بلقب السفّاح، قياسا -من وجهة نظره- على السفاح العباسيّ، وأنه رجل مجرم، أقام عرشه على أنهار من الدماء ، وقتل مئات الألوف وفتك بالأنفس البريئة.
  
تحسست كلمات د.زيدان عشر مرات كي أتأكد أنني لست نائمًا، ووجدت أن ما كتبه فيه من الاستخفاف والتجني والإجحاف، بل والإسفاف ما يفوق كل تصور، إنها جريمة تزوير بشعة للتاريخ، لا تقل بشاعة عما ارتكبه الغرب لكي يضلل المسلمين وهم نائمون في ثبات القبور .
 
سأروى لك يا د.زيدان هذه القصة لكي تعرف من هو عبد الرحمن الداخل، كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه مرةً فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟ فقالوا له : هو أنت. فقال لهم: لا.فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:" بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه. 
 
 
في تاريخنا الإسلامي يا د.زيدان معجزات ومعجزات حرص الاستعمار القديم على طمس معالمها حتى لا تراها الأجيال اللاحقة؛ فيدركوا أن آباءهم وأجدادهم صنعوا وقدموا للإنسانية خدمات جليلة، ما زالت تنعم البشرية بها إلى يومنا هذا.
 
علماء وعباقرة وصناع حضارة وأرباب معجزات، كانوا ملء السمع والبصر، وفجأة اختفت آثارهم وأهيل عليها التراب، كما تفعل أنت الآن مع تاريخ رجل عظيم مثل عبد الرحمن الداخل، الذي أسس في الأندلس حضارة حوت عظمة وروعة علوم وثقافة المسلمين الأوائل، وأثارهم بعضها إلى الآن لم يستطع العلم الحديث فك أسرارها أو حل طلاسمها، أو معرفة كيف قامت في وقت كانت أوروبا تتخبط في الظلام.
 
إن الناصريين واليساريين والقوميين ومن على شاكلتك يحرق صدورهم أن تاريخنا الإسلامي مليء بكنوز، آن الأوان أن نكتشفها ونحميها من محاولات الطمس تلك، وعلينا أن نكشف من يقومون بكل خسة ونذالة بتزييف تراثنا العظيم في غفلة من الزمن، ولن ينسى لهم التاريخ ذلك.
 
أذكر أن أحد النشطاء اليساريين كتب يوم الانقلاب على الشرعية، أنه آن له أن يعتزل السياسة وهو مرتاح البال، لأنه كان يشعر بوخز الضمير، أنهم أنجحوا ثورة وصلت بالإسلاميين إلى الحكم..!
 
نعم هكذا قال وصدق وهو كذوب..إذن لم يكن الأمر حرية ولا عدالة اجتماعية، ولم يكن محمد محمود ولا صفقات مع الإخوان، ولم يكن تمكين الشباب ولا القصاص للشهداء، ولكنه كان انتقام من الشعب الذي لم ينتخب اليسار، واختار أهل اليمين، وتدمير لثورة لم تعطهم ما يريدوه فذهبوا ينتقموا من التاريخ..!


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023