– إن المرحلة الجديدة كليا من المشروع الاسلامي التي دخل فيها الاسلاميون بفضل الانقلاب لكنهم لا يشعرون بها الان .. هي أن كل الفرضيات التي قدمها تيار "الوطنية" داخل التيار الاسلامي حول الاعتراف ب"القطرية" -بضم القاف- وبدأ مشروع الاصلاح من داخلا وداخل مؤسساتها .. هذه الفرضيات تم اغتيالها على أرض الواقع والتجربة .. وتبدأ الحالة الإسلامية العودة للفرضيات المؤسسة لها حول عدم الاعتراف بحدود الوطن المقسم استعماريا .. ورفض كل معطياته ورفض أي مشروع يدعي انه وطني على حدود الاستعمار الضيقة .. وهذه رسالة أبرقها إلى اخواننا بالاردن أيضا حيث الخلاف المحتدم هناك حول الصيغة الوطنية و الصيغة الاممية الاقليمية .. لا تعيدوا تجارب الفشل مرة أخرى .. الخيار الان اقليميا واسلاميا يتجه نحو المواجهة الشاملة الكاملة فكريا وثقافيا وعقديا وسلوكيا وسياسيا مع كل معطيات التقزيم "القطري" -بضم القاف- ! .. وترسيخ التجاوز للحدود وكل مشاريع السجون التي تسمى أوطان .
– و الانقلاب من حيث لا يدري حسم خلافات كثيرة داخل التيار الاسلامي هذه واشتباكات كبيرة داخل الفكر والتنظير ، وحراك الشباب الميداني يجب أن توازيه ثورة فكرية تنطلق من مصر إلى العالم نحو تنظير إسلامي جديد ينطلق من واقع التجربة الحالية ليشتبك مع كل معطيات للقومية ويؤسس للأممية المتجاوزة لحدود حفن تراب سايكس بيكو .. وباختصار حدوث هذا التحول بمصر يعني باختصار تأثر كانل جسد الحركة الاسلامية بالعالم و كامل الفكر الاسلامي بالعالم .. إن هذا الإحياء الثالث أعظم وأكبر مما نتخيل .. وﻹن الانقلاب أنقذ المشروع الاسلامي من نكسة الاندماج بالدولة القومية الحديثة .. و أحيا مشروعه الاممي من جديد
-وإن كنت أحترم جدا تضحيات من بالسجون من قيادات وعظمة التضحية التي قدموها .. لكنها نعمة كبيرة لشباب الحركة الإسلامية حيث هذا الجيل الذي آمن بمعطيات القومية ومؤسساتها وعمل من داخلها وتسبب جزئيا في اشكالية الواقع الحاضر ..
– و المبادرة تحتم علينا تفكيك كل أشكال الممارسات الإسلامية داخل الدولة القومية ، وتفكيك كل نظريات الإصلاح من داخل المؤسسات، وتفكيك جدول الاخوان للاصلاح من داخل الدولة من خلال مرحلة "الحكومة" والمشاركة السياسية !
– إن الفرصة عظيمة وكبيرة الآن ليحدث هذا التحول ولتبدأ أدبيات الخصومة الكاملة والشاملة بالخروج ، و يعمل الشباب على انتاج حراك على هذا الاساس وصياغة استراتيجية شاملة على هذا الاساس واستغلال وجود القيادات داخل السجون حيث انهم مرتبطون بالصيغ التي انتجوها هم للحالة الاسلامية .. لننتج صيغنا نحن .. صيغ مابعد الدولة .. أول الطرق نحو تأسس أممية الخلافة.
– وبفضل الانقااب فالتجربة الإسلامية برمتها قادمة على أهم مرحلة اشتباك مع دول " #سايكس_بيكو " وكل الوطنيات الحمقاء بداخلها حينما يقرر الجيش الوطني المصري الاشتباك مع الفلسطينيين بغزة خلال شهور قادمة .. وإن كان قد بد.ا الاشتباك فعليا .. خلالها سنكون أمام أيام فاصلة .، لنحدد مزقفنا بشكل واضح .، وواضح جدا ونعلن وفاة المشروع "الوطني" لصالح "الأممي" الذي بدأ يشق طريقه في العقول .. لكنه لن يشق طريق بشكل صحيح إلا باغتيال كل معطيات الدولة الوطنية في العقول التي بالحالة الاسلامية .، حتى يصبح التصور الاسلامي خاليا منها بالكلية
– الانقلاب جملة عبقرية جدا .. ورسالة قوية للإسلاميين لتصحيح مسار الفكر والسلوك .. خصائص الانقلاب أنه ليس "محليا" بل هو كما اعترف قادته بدعم "عربي" من السعودية والامارات والبحرين والكويت والاردن ودعم سياسي استخباري من شق المخابرات الفتحاوية الدحلانية ..
– فمعطياته كلها متجاوزة للقومية .. الدول "القومية" تعاونت من أجل حماية أنفسها .. وعليه يجب على الاسلاميين تجاوز فكر الحدود عمليا .. فالمواجهة هي على مستوى الاقليم حاليا .. ومع كل مشاريع السلطة في الدول القومية ، ويتم وضع استراتيجية لمواجهة الحالة الاسلاميى على مستوى جميع هذه الدول عبر زيادة النعرات "الوطنية" وشوهد هذا مؤخرا بالامارات وبالعيد الوطني للسعودية وهو متحقق فعليا منذ عقود بالأردن ومصر عبر تصعيد الوطنية الضيقة وتقديس المؤسسات الحاكمة ..
– وختام : إن المواجهة لابد لها من استراتيجية مضادة .. تعاونية على مستوى اسلاميي المنطقة بأسرها نحو تصعيد خطاب الأممية الاسلامية .. الانقلاب أعطى قبلة التصحيح فلا تضيعوها