محمد حسين سليم ، 45 سنة ، أب لـ 4 أطفال ، يعمل بالزراعة ، بخلاف أنه من صائدي الصقور, تلك المهنة التي تلقى رواجا بين البدو , سكان سيناء ، ويتمتع "أبو سليم" بسمعة طيبة جدا بين أبناء قريته "الشهداء" ، بسبب أخلاقه العالية ، وطيب معاشرته ، فالجميع يشهد له بذلك .
مساء يوم الجمعة 11 أكتوبر الجاري قطع "أبو سليم" رحلة صيد الصقور ، التي كان ينتوي البقاء بها حتى نهاية نوفمبر القادم ، وعاد إلى بيته ، فقد شعر بآلام شديدة ومفاجئة بقلبه ، حاول أهله نقله لأحد المستشفيات إلا أن حظر التجول الذي يفرضه العسكر ، على أهالي سيناء – خلافا لباقي الجمهورية ومنذ الرابعة عصرا – حال دون تمكنهم من نقله ، وقرر الأهل نقله في الصباح الباكر ، بمجرد انتهاء الحظر .
وفي ساعة متأخرة من الليل ، وبينما كان أبو سليم نائما بملابسه الداخلية ، فوجئ وأهل بيته بالقوات الخاصة "777" يقتحمون البيت عليه ، ويصرون على اقتياده دون أن يعطوا لأهل البيت الوقت الكافي لستر أنفسهم ، كما لم يسمحوا له بارتداء ملابسه ، ثم اختطفوه إلى قسم رمانة .
ويقول أحد سكان القرية أن أبو سليم يواجه تهمة بقتل أحد الجنود يوم 16 أغسطس الماضي أمام قسم رمانة ، رغم أنه تواجد بالصدفة في المكان مع كثيرين ، وعندما شاهد الجندي يسقط ، أسرعوا نحوه لينقذوه ،وكان أبو سليم أول من وصل له ، فقام على الفور بحمل الجندي ووضعه في إحدى سيارات الأهالي بعد رفض الإسعاف نقله ، لدرجة أن جلباب أبو سليم تخضب بالدماء ، ولكن مروءته منعته إلا أن يبذل كل شيء لإنقاذ الجندي المسكين .
وأضاف أن كل الأهالي في قري قسم رمانة بالكامل ، يعلمون جيدا أن الجندي القتيل كان فوق مدرعته أمام القسم عندما استهدفته ، هو وأحد شباب البدو، رصاصات القناصة المتمركزين أعلى مبنى القسم ، فأردتهما شهداء في الحال ، ولكن هؤلاء العسكر يريدون تزييف كل شيء ، وإلصاق التهم والجرائم التي ارتكبوها للشرفاء وأصحاب المروءة ، لمجرد معارضتهم السلمية ، لحكم العسكر وانقلابهم الفاشي .
وقد قام اليوم الأحد، الشيخ محمد أبو علي شيخ قبيلة الملاعبة بصحبة سعيد العماري مرشح سابق لمجلس الشعب بالتوجه إلى قائد الفرقة 18 بالقنطرة غرب لمناشدته الإفراج عن أبو سليم نظرا لعدم تورطه في أية أعمال عنف ، و خطورة حالته الصحية .
ولكنهما فوجئا به يثور بوجههما ، ويأمر بنقله إلى سجن "العزولي" بمقر قيادة الجيش الثاني الميداني ، وسط مخاوف حقيقية على حياته ، في ظل إهمال تام من العسكر له، وعدم تقديم أي نوع من الرعاية الصحية رغم حالته الحرجة ، حيث أبلغهم أحد الضباط بالقسم ، بأن أبو سليم يرقد الآن بين الحياة والموت ، نتيجة لتدهور حالته الصحية بشكل كبير .