لا تقلق أيها المواطن المصري بعد الآن.. فنهر النيل الذي كان على وشك الجفاف بسبب سد النهضة … سوف «يزيد فيه الخير ويفيض» بسبب سد النهضة .. بردو..!
كل ما عليك في ذلك، أن تمحو من ذاكرتك كل ما قيل في وسائل الإعلام وما نشرته الصحف نقلاً عن خبراء المياه حول أضرار سد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا،، والذي سيقضي على حصة مصر من مياه النيل،، وذلك وفقاً لمخطط التنظيم الدولي للإخوان مع أديس أبابا لتدمير مصر!
فاليوم، أعلن رئيس حكومة الانقلاب حازم الببلاوي عن الخير القادم لمصر بفضل سد النهضة، وأن مصر على موعد مع عهد جديد من الرخاء لم تشهده من قبل بسبب هذا المشروع العملاق.
إذن.. سد النهضة الذي اعتبر أحد أبرز سلبيات حكم الرئيس محمد مرسي، باعتباره وقف مكتوف الأيدي أمام بنائه بحسب ماروجه الإعلام وقتها،، بات اليوم سداً تكاد تكون إثيوبيا قد بنته من أجل عيون المصريين لا الإثيوبيين.
واعتماداً على ذاكرة السمك لدى المصريين، ما يزال الانقلاب يثبت يوماً بعد يوم أنه لم يكن أكثر من كذبة كبيرة حاول من خلالها إجهاض ثورة 25 يناير، والعمل على إفشال أول رئيس منتخب عن طريق ترويج الكثير من الأكاذيب التي أثبت الانقلاب نفسه عدم صحتها.
ولعل تصريحات الببلاوي ليست الأولى ضمن التصريحات الترويجية لسد النهضة، وإنما سبقتها تصريحات لوزير الري بحكومة الانقلاب، والذي كشف عن استعداد مصر المشاركة في بناء سد النهضة، وهي التصريحات التي أثارت تساؤلات عدة حول مدى استغلال منفذي الانقلاب لـ «سد النهضة» كورقة ضمن العديد من الأوراق والملفات التي تم استغلالها للإطاحة بمرسي، خاصة وأن قضية سد النهضة تحديداً تعود لما قبل ثورة يناير إبان عهد مبارك، والذي أظهرت وثائق موافقته الضمنية على تنفيذ هذا المشروع.
والآن… المواطن المصري «البريء» في انتظار تصريحات ومداخلات ولقاءات خبراء المياه للتعليق على تصريحات الببلاوي بشأن أهمية سد النهضة بالنسبة لمصر، متناسياً أنهم أنفسهم حذروا من خطورته في السابق، ولعله لم يعد مستغرباً أن يخرج أحدهم ليقول إن مشروع النهضة الذي تحدث عنه مرسي والإخوان، هو مشروع الأمة، ومشروع المستقبل… ليبقى لسان الحال «ولا أي اندهاش»!