سد النهضة سيجلب الهلاك لمصر..نهر النيل سيجف..مرسي يقف مكتوف الأيدي أمام السد.. لابد من ضرب السد…. كلها مصطلحات ردتها وسائل الاعلام عبر خبراء واعلاميون حينما أعلنت اثيوبيات تحويل مجرى مياه النيل ي اطار خطتها لاستكمال بناء سد النهضة.
واليوم تغير الأمر مع وسائل الاعلام التي تناست خطورة ذلك السد بعدما استخدمته في حملات للهجوم على حكومة الرئيس محمد مرسي، فجاء الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة المؤقتة يقول، "إن نهر النيل سيزيد الخير فيه بسبب سد النهضة أيضًا.
وأكد عدد من خبراء المياه والزراعة والاستراتيجين، في تصريحات خاصة لـشبكة"رصد" الاخبارية، أن ما ذكره الببلاوي عن سد النهضة، يدل على أنه يحاول الهروب من الأزمة مؤكدين خطورة ذلك السد لتهديده حصة مصر من مياه نهر النيل.
وقال الدكتور شادي فهد، الخبير المائي: "إن الببلاوي يحاول الهروب من مسئولية أزمة سد النهضة بتضليل شعبه وايهامه ان المشكلة تم حلها بين الحكومتين، مطالبا بضرورة تحرك وزارة الخارجية والرئاسة، لاتخاذ إجراءات عاجلة تنهي هذه المشكلة.
وأكد فهد، أن إثيوبيا رفعت مواصفات السد بعد ثورة يناير 2011 من 90 مترًا إلى 145 مترًا، مخالفة كل المواصفات العالمية للسدود، و زادت سعة بحيرة السد من 14 مليار م3 إلى 74 مليارم3، دون أن يضيف هذا للسد أي قدرات إضافية لتوليد الكهرباء، ودون وجود أراض صالحة للزراعة في هذه المنطقة، مشيرا إلى ان كل هذه الاضافات تؤكد نية اثيوبيا منع المياه عن مصر.
فيما حذر الدكتور عادل عبد ربه خبير الري والزراعة المصري والمقيم في الكويت ،تزداد خطورة بناء سد النهضة يوما بعد يوم و من التأثيرات التى ستتعرض لها مصر، حدوث عجز مائى يتجاوز 15 مليار متر مكعب، فضلا عن التأثيرات الاجتماعية التى ستؤدى إلى تبوير أكثر من مليونَى فدان، وكذلك تأثر أكثر من 5 ملايين مزارع والأضرار المتعلقة بالثروة السمكية والأنشطة السياحية.
وقال عبد ربه :"إن قضية سد النهضة هى قضية مصيرية يجب أن يتصدى لها كل مصرى، وما أشار إليه حازم الببلاوي أمس حول فائدة ذلك السد لمصر عبارة عن محاولة تثبيت مش أكتر".
كما شدد اللواء عبد السلام توفيق الخبير العسكري، على خطورة استمرار تهاون الحكومة الحالية نحو هذة الأزمة، لافتا إلى أن مصر لا تزال تدرس توصيات تقرير اللجنة الثلاثية، حيث إن التوصيات تنص على إعادة الدرسات التي أعدتها إثيوبيا للسد بجوانبها الجيولوجية والبيئية، مؤكدا أن هذه الدراسة تستغرق أكثر من عام، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تقوم ببناء السد مع الانشغال بالدراسات.
وقال توفيق، الخبير الاستراتيجي:" يجب على القوات المسلحة والنظام الحالي عدم التهاون مع ذلك الملف والتحرك بأقصى سرعة ورفع قضايا دولية ضد ذلك السد، وإن لم تنجح الطرق الدبلوماسية والقضائية، فلا سبيل حينها إلا الحرب"، كما شدد على ضرورة أن تبدأ مصر في اجراء مباحثات جادة مع إثيوبيا ودول حوض النيل، كخطوة اولى وتمهيديه، ويليها مباشرة اتخاذ الحلول المطروحة، مؤكداً ان مصر وجيشها لن يتهاون في حقه من مياه النيل.
وأوضح محمد عبد العال، أستاذ الزراعة، أن دول حوض النيل الـ9، وهي: مصر، والسودان، وإثيوبيا، والكونغو، ورواندا، وبروندي، وأوغندا، وكينيا، وتنزانيا، تعيش لحظةً فارقة في مستقبل علاقاتها ببعضها، في ظل تصاعد الأزمة الحاصلة بينهم، والتي تأتي متزامنةً مع محاولات صهيونية لإفشال أي اتفاق في المستقبل.
وأشار إلى أن مساحة حوض نهر النيل 21.9 مليون كيلو متر مربع تبلغ 10% من مساحة القارة، وطوله يصل إلى 6670 كيلو مترًا مربعًا، و مساهمات دول المنبع في إيراد نهر النيل المتجه للسودان ومصر مقسمة 85% من الهضبة الإثيوبية، و15% من دول الهضبة الاستوائية، مما يضع مفتاح التحكم في تدفق المياه بأيدي اثيوبيا.
وحذر المهندس الزراعي، أحمد سعيد أن بناء مشروع سد النهضة الإثيوبى سيؤثر بالسلب على خطة الدولة فى استصلاح الأراضى، كما يهدد السد بتوقف استصلاح ،الأراضي الصحراوية، واستكمال زراعة الأراضي الصحراوية المستصلحة في سيناء و توشكى وغيرها.
كما أشار سعيد إلى أن مصر تعاني من قلة المياه حيث توجد مساحات كبيرة من الأراضي تنقصها المياه، كما أن هناك تأثيره على الحاصلات الزراعية خاصة الأرز والذي يحتاج أكبر نسبة من المياه.
بينما قال الدكتور مغاوري شحاته خبير المياه :"إن تصريحات الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء اليوم التي قال فيها إن سد النهضة الأثيوبي يحمل الرخاء لدول حوض النيل إنها دقيقة بالمرة.
وأكد الخبير المائي في تصريحات صحفيه له، ان إنشاء سد النهضة سيتسبب في نقص حصة المياه الخاصة بمصر لافتا إلى أن الببلاوي لا يقدر حجم المخاطر التي ستنتج عن إنشاء سد النهضة وفقا للمعايير القائمة.
وأشار شحاته إلى أن المسئولين عن ملف سد النهضة في مصر يصرحون أن المصريين يهولون من مخاطر السد علي مصر والصحيح أن السد إذا ماتم إنشاؤه بدون اتفاقات دولية وضمانات تجبر الجانب الاثيوبي على عدم التحكم في حصة مصر من المياه فتلك "كارثة".
وقال إن لم يكن الدكتور الببلاوي يعي حجم مشكلة سد النهضة فتلك مصيبة، وأن كان يعلم فالمصيبة أكبر وأكمل قائلا: إذا استمرت الحكومة الحالية بالتفكير على هذا النحو ستؤدي بمصر إلى كارثة حقيقية "وعلى مصر السلامة ".
من جانبه أعلن مدير مشروع "سد النهضة" الإثيوبي، المهندس سيميجنيو بيكيلي، خلال زيارة موظفي هيئة السكر الإثيوبية لموقع المشروع، أن الأعمال الرئيسية لإنشاء السد تجرى مثلما هو مقرر لها، بما في ذلك تحويل مجرى النهر وتركيب الآلات اللازمة لذلك.
وقال "بيكيلي"، في تصريحات صحفية، إن الزيارات التي يقوم بها أعضاء المجتمع لموقع المشروع ترفع الروح المعنوية للعاملين في المشروع وتثير حماسهم، داعيا المواطنين إلى الاستمرار في زيادة دعمهم حتى يتم استكمال المشروع.
يُشار إلى أن سد النهضة الإثيوبي سيجعل إثيوبيا أكبر دولة مصدرة للطاقة خلال الأعوام الأربعة المقبلة، حيث سيساعد على توليد ستة آلاف ميجاوات من الطاقة بالقوى المائية.
ولفت المركز الإعلامى الإثيوبي إلى أن طول السد سيبلغ 1708 أمتار، وسيبلغ ارتفاعه 145 مترا، وسيكون السد مزودا بمحطتين للطاقة، وسيتكلف قرابة خمسة مليارات دولار.