"الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أصبح أقل الرؤساء شعبية في التاريخ بعد أن أصبحت نسبة شعبيته 26% و هذه أول مرة تنخفض شعبية أي رئيس فرنسي إلى ما دون ال 30 % و ذلك بحسب إستطلاع للرأي أجري اليوم الإثنين " … رويترز- الإثنين 28 أكتوبر 2013 .
عجيب أمر هؤلاء الفرنسيين .. كيف يصبرون على هذا الرئيس الفاشل – الذي كان " استبن " للمرشح الأساسي لحزبه بالمناسبة ؟!! لماذا لا ينزلون الشوارع مطالبين الجيش الفرنسي بخلعه ؟ أين تمرد الفرنسية ؟ كيف لا يصلون إلى السبق الثوري الذي وصلنا نحن المصريين إليه فلم نمهل مرسي أكثر من عام ؟ أين " الفريق أول " برتراند راكت رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفرنسية – الذي لم اعرف اسمه إلا من ويكيبيديا ربما لأنه لا يملأ وسائل الإعلام ك"نجمنا العاطفي ؟ كيف لم يتحرك لإنقاذ الشعب الفرنسي المسكين " الذي لا يجد من يحنو عليه " في ظل حكم هذا الطرطور هولاند ؟ كيف تسبقنا فرنسا حضاريا بعقود و نحن نسبقها ثوريا بمراحل ؟!! و العجيب عندهم أن القائد التنفيذي للجيش هو رئيس الأركان العسكري بينما القائد العام و هو وزير الدفاع مجرد سياسي مدني آخر ككل الوزراء بل لا يشترط أن يكون "دكرا " ك "دكرنا " فقد شغل منصب وزير الدفاع الفرنسي في عهد ساركوزي سيدة !. هل لمجرد أن هولاند منتخب يصبرون عليه رغم كل المشكلات التي يعانون منها من بطالة و غيرها ؟ كيف لا يؤكدون سيادتهم بثورة شعبية تدعمها القوات المسلحة ؟ ألأنه
منتخب ؟ … فقط ؟!
هذا ما يجب أن يدركه كل من نزل في 30 يونيو .. ما قمتم به إجراء يعبر عن التخلف الحضاري و ليس سبقا يدعو للفخر , إجراء لا يعرفه أحد في العالم المتقدم . صحيح أن مرسي أخطأ عندما ترك القوات المسلحة مؤهلة للقيام بانقلاب عسكري و لم يصارحنا بذلك , و لكنكم أيها الثورجية المثقفون أخطأتم عندما وفرتم لها الظروف التي تمكنهم من الإنقلاب بالمشاركة في الحشد و المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة و هو مطلب سخيف يدل على مراهقة سياسية . فلو أن كل رئيس في العالم إنخفضت شعبيته و واجه صعوبات طالبته المظاهرات بانتخابات رئاسية مبكرة ما إستقرت دولة في العالم سياسيا أبدا . لقد ملأ قادة حزب الحرية و العدالة وسائل الإعلام قبل 30 يونيو بالمطالبة بإجراء إنتخابات برلمانية و دعوا المعارضة للمشاركة بها و الحصول على أغلبية ساحقة – كما كانوا يصورون أنفسهم – تمكنهم من عزل الرئيس و محاكمته طبقا للدستور دون الدخول في دوامة الفوضى . و هذا إجراء دستوري ينتمي فعلا إلى العالم الديموقراطي و لكن المعارضة الفاشلة التي تريد الإستقواء ببيادة العسكر رفضت و أصرت على إستسهال الإطاحة بالقوة بخصومهم من الحكم متصورين أن هذا كفيل بالقضاء عليهم . و لكن عوضا عن إجراء إنتخابات في ظل إنخفاض تاريخي في شعبية الإخوان المسلمين قاموا بانقلاب عسكري أعادهم إلى الواجهة السياسية كمقاومين لهذا الإنقلاب و تكتسب هذه المقاومة يوميا أنصارا جددا و قد إستعادوا جزء كبير من شعبيتهم السابقة . الحقيقة أن من نزل من فلول النظام السابق أو على أساس طائفي غير مخاطب بهذا الحديث و لكن المعني به هم " الثورجية الوطنيون " أصحاب السقف المرتفع الذين لم يحتملوا مرسي فاستبدلوه بالفاشية العسكرية , و لا يقولن أحد أن هؤلاء لم يقصدوا الوصول لإنقلاب عسكري فأي إنسان صاحب عقل كان يدرك أن الثورة المضادة و العسكر على رأسها لم يكونوا ليفوتوا هذه الفرصة أبدا . بالمناسبة .. كيف حال السقف المرتفع الآن ؟ هل تشعرون بانسحاقه تحت بيادة العسكر ؟ هل تستمتعون بالظلام ؟ فتوقفوا إذا عن لوم الإخوان المسلمين و تذكيرهم بأخطائهم و محمد محود و غيرها و نزع صفة الثورية عنهم , فأخطاؤكم أفدح بكثير و إن كان الإخوان قصروا في دماء عشرات في محمد محمود فقد قصرتم في دماء الآلاف في رابعة و النهضة و لم تدفعكم الدماء لتغيير موقفكم بل ظللتم على كبركم السمج ترددون نفس العبارات الفارغة عن الإخوان الساعون للسلطة . لقد سعى الإخوان للسلطة كما يفعل الجميع عبر صناديق الإنتخابات بينما سعيتم أنتم لها على ظهور الدبابات التي ولغت في دماء المصريين .
لقد حصل الدكتور محمد مرسي على أعلى نسبة من الأصوات في الجولة الأولى من إنتخابات الرئاسة و فرض نفسه على الجولة الثانية بينما فشلتم في إيصال أحد " مرشحي الثورة " إلى الجولة الثانية . هو خطأكم إذا .. و فاز الدكتور مرسي برئاسة الجمهورية بانتخابات شهد الجميع بنزاهتها و بالتالي كان النضج السياسي – لو كان موجودا – يفرض عليكم إحترام نتيجة الإنتخابات . و تم إقرار دستور بعد الإستفتاء عليه ينص على أن الفترة الرئاسية أربع سنوات و قد كان الواجب على الناضجين أيضا إحترامه و لكنكم لم تفعلوا . ما حدث في 30 يونيو كان فقط لأنكم لا تستطيعون الإلتزام بالقواعد كماتفعل الشعوب المتحضرة .. لم يكون سبقا ثوريا يدعو للفخر بل تخلفا حضاريا يدعو للأسى . لا يوجد دولة محترمة في العالم تعتمد على المظاهرات و لا حتى إستطلاعات الرأي لتحديد شرعية رئيس منتخب , وحدها الإنتخابات طبقا للدستور الكفيلة بتحديد ذلك . تطالبون الإسلاميين بالإعتراف بأخطائهم و عدم تمثيل دور الثوري .. الإسلاميون دفعوا ثمن أخطائهم و هم الآن في المواجهة فأين أنتم ؟ و ماذا دفعتم ؟ بل مازلتم تكابرون حتى الآن و تحملون الإخوان حتى مسئولية إنقلابكم العسكري … ألا تخجلون ؟؟!