أيها الشعب المصري الكريم أتيحت لي هذه الفرصة لكي أضعكم في صورة ما حدث منذ الثلاثين من يونيه حتي اليوم.
إن ما حدث هو انقلاب عسكري مستوف لأركانه ومعالمه كافة، ويجب لتحقيق استقرار الوطن والمصالحة بين أبنائه جميعا أن يقف الشعب المصري الكريم علي أن هذا الانقلاب جريمة وخيانة، جريمة لمخالفته القوانين الخاصة بتنظيم وتحريك القوات المسلحة، وخيانة لله ولرسوله للحنث بالقسم الذي أقسمه وزير الدفاع، وخيانته للدستور والشعب، وللقائد الأعلى للقوات المسلحة وللجيش المصري، زجت به أتون في السياسة ودواماتها، وخيانة للأمة أوقعت الفرقة بين أبنائها حتي داخل العائلة الواحدة .
ولن تستعيد مصر عافيتها إلا بزوال كل ما ترتب علي هذا الانقلاب وإلغاء أثاره في كافة المجالات، وبمحاسبة الذين أراقوا الدماء الغالية في كل مكان من أرض الوطن، وهي دماء لا يملك العفو عن المسئولين، ولا تشفي نفوس آلاف العائلات المصابة في رجالها ونسائها وشبابها وبناتها إلا بالقصاص العادل الذي يرضي رب العالمين قبل أن يرضي أسر المكلومين .
وليعلم الشعب المصري الكريم أنني منذ يوم 2 / 7 / 2013 وأنا مختطف قسرا رغما عني في دار الحرس الجمهوري حتي يوم 5 / 7 / 2013 حيث نقلت قسرا ( مرة أخرى ) إلي احدي القواعد البحرية التابعة للقوات المسلحة، أنا ومساعدي لمدة أربعة أشهر كاملة لم أر فيها أحدا سوي السيدة أشتون ووفد الحكماء الممثل للإتحاد الأفريقي والمحققين الأربعة الذين رفضت الإجابة علي أي سؤال منهم باعتبار جميع الإجراءات التي اتخذت معي مخالفة للدستور الذي أقسمت علي احترامه ولا أملك أن أتجاوزه.
وكان أول لقاء مع غير من ذكرت هو يوم 4 / 11 / 2013 بمقر أكاديمية الشرطة (مكان محاكمة مرسي شرقي القاهرة) ويهمني أن أذكر علي وجه الخصوص أنني لم ألتق أحدا من قادة القوات المسلحة أو ممثلي وسائل الإعلام وكل ما نسب إلي في هذا الخصوص ليس له أساس من الصحة.
إنني أريد أن أغتنم هذه الفرصة لأوجه التحية الصادقة لأبناء هذا الشعب الذين انتفضوا ضد الانقلاب منذ لحظته الأولي ولا يزالون ثائرين عليه بصورة يومية في كل أنحاء الوطن في صمود ليس له مثيل، يشهد به العالم كله وإن أنكره الذين يجحدون الشمس في رابعة النهار، واطمئن هؤلاء الأبطال الثابتين علي موقفهم إنني استمد من قوتهم قوة مضافة ومن عزمهم عزما جديدا يثبتني علي ما عاهدتهم عليه قبل انتخابي من إعلاء مصلحة الوطن علي أي مصلحة أخري، وأقول لأبناء هذا الشعب الذين تبلغني تساؤلاتهم عن حقوقي الشخصية إنها لا تساوي شيئا في جنب حقوق الوطن فالتفوا حول حقوق الوطن لا حول شخص أيا ما كانت مكانته.
وإنني أؤكد للشعب المصري العظيم ولشعوب العالم كافة أن هذا الصمود رسالة قوية وأن عهد الانقلابات قد انقضي وان هذا الانقلاب قد بدء في الانهيار وسيسقط إن شاء الله بقوة الشعب المصري وجهاده من أجل حقوقه وحريته ,إنني في هذه المناسبة أحيي شهداء الحق جميعا ومصابي الأحداث التي شهدتها البلاد منذ الانقلاب وأشد علي أيدي عائلاتهم وأبنائهم وأقول بحق إن هذه الدماء ترسم طريق العزة للوطن