وارى الثرى منذ قليل جثمان أم معتقل الاسكندرية هشام متولي التي توفيت أثناء زيارتها له لتسطر قصة إنسانية جديدة تنزف من خلف الجدران.
معاناة سجلتها أم معتقل داخل سجن برج العرب دفعها الشوق والشعور بدنو الأجل لأبنها فأرادت أن تكون آخر لحظات الوداع حيث يسكن روح فؤادها، قصة جديدة تكشف قلوب أغلقت بالأقفال، فهي لا تعلم لغة المشاعر فقد هي تحرك اللسان ليسب ويهين واليد لتقتل وتعتقل فحسب.
هشام متولي معتقل على خليفة تظاهرات رفض الانقلاب العسكرى بالاسكندرية وهو عضو اللجنة الإعلامية بالإخوان المسلمين، وقد توفيت والدته وهى تنتظر ميعاد الزيارة ورفض سلطات الانقلاب أن يرى ابنها جثمانها فأصيب بانهيار عصبي ونقل على إثره للمستشفى.
واحتل الموضوع زخم على موقع التواصل الإجتماعي :- حيث كتبت عائشة خيرت:- "أم تموت اليوم وهي تزور ابنها بسجن برج العرب.، فهذه هي الحقوق الانسانية التي حدثونا عنها ، معاناة أم لا تعلم من أين أتت و ماذا تحملت من معاناه أو تكلفت لتصل لفلذة كبدها ،ربما شعر قلبها باقتراب أجلها ، فسارعت بلفظ آخر أنفاسها ،عند أغلى من تملك، بين أحضان ابنها، تودعه و يودعها".
وتابعت:- " فيا له من فراق مؤلم ،موجع ،علي الام و علي الأبن و علي كل من بالمكان،تخرج أمامه محمولة ، من حمل ابنها و محرمها و توديعها لمثواها الأخير محرومة، تلقي الله من مكانها شاكيه.،علي ظلم و فُجر الظالمين شاهده".
ونشر الحقوقي هيثم أبو خليل –مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان صورة المعتقل هشام ساردًا قصته ومكتفيًا بقول "حسبنا الله ونعم الوكيل".
وكتب مصطفي النوبي: "لله ما أخذ ولله ما أعطى ثبتك الله أ.هشام متولى معتقل على خلفية احداث 6 اكتوبر بالاسكندرية تُوفيت والدته اليوم و هى فى زيارة له بالمعتقل دعواتكم للأم والابن فهو الآن فى المستشفى بعد إصابته بانهيار عصبى " .
ترقد الأم الآن في قبرها ويرقد ابنها في سرير المرض، فهل تحرك القصة ما بقي من دماء المتشدقين بحقوق الإنسان وأصحاب المنظمات الحقوقية للأوضاع الإنسانية المتدهور التي يكابدها المعتقليين السياسين بداخل السجون
