شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل نرفض الدستور .. أم نرفض النظام؟ – أنس حسن

هل نرفض الدستور .. أم نرفض النظام؟ – أنس حسن
    - يعمل الانقلاب العسكري والمخططون له محليا وإقليميا لتثبيت أركانه وفق خطة استراتيجية...

 

 

– يعمل الانقلاب العسكري والمخططون له محليا وإقليميا لتثبيت أركانه وفق خطة استراتيجية سياسية واقتصادية وميدانية و تشريعية ، هذه الخطة أعد لها منذ شهور قبيل الانقلاب وتفترض كل ردود الفعل ومواجهتها ، وهذا ليس من قبيل تضخيم شأن "العدو" و إنما من قبيل فهم الواقع الحالي ، فالانتقال من ثورة يناير إلى نكسة يونيو لم يكن محض صدفة و إنما تخطيط وتنفيذ متناغمان جدا تلاعبا بكل أوراق الواقع لصالحهما بدءا من "الثوار" مرورا ب"الإسلاميين" و "رجال الأعمال" و "أجهزة الدولة" و التلاعب ب"الفلول" أيضا لتنتهي الصورة إلى ما هي عليه الآن فالرابح في كل ذلك ليس كل هؤلاء بل من ربح هو مشروع الجيش السياسي والاقتصادي والايديولوجي القومي .

 

– هذا المخطط الذي يستهدف تثبيت أركان الإنقلاب يمر بعدة مراحل ، الأولى هو تحقيق مفهوم "الصدمة" عبر حجم القتل والدم و خطف الدعم الشعبي لذلك ، وهذا تم فعليا فبعد الإنقلاب أعلن الجيش دعوته جماعة الإخوان للحوار والقبول بخارطة الطريق وحقن الدم ولكن هذا لم يكن يعبر عن نواياه الحقيقية ، فوسط كل تلك الدعوات كانت هناك قنوات اتصال "تضليلية" من أطراف داخل الجيش بقيادات داخل الإخوان توصل لها رسائل من قبيل عدم قدرة الجيش على الصمود في الشارع طويلا ، وعن انشقاق الحرس الجمهوري وعن تصدعات داخل غرفة قيادة القوات المسلحة وكل ذلك لإعطاء مزيد من الأمل وربط الإخوان بالشارع وتعليق آمالهم عليه تهيئة لتحقيق مفهوم الضربة الأولى وهي سحق رابعة والنهضة بحجم دماء كبير جدا لإيصال رسالة الإرهاب الأولى للمعارضة والشعب ، وهي افتتاحية معروفة في كل الانقلابات العسكرية.

 

– المرحلة الثانية التي يسعى لها الانقلاب بعد تحقيق مفهوم الصدمة والرعب هي مرحلة تأسيس النظام الجديد سريعا عبر كتابة دستوره بالتوازي مع مرحلة مواجهة ارتدادات الصدمة التي تمثلت في مجازر رابعة والنهضة وترويض الحراك الشعبي تدريجيا ، فالردات الأولى تم مواجهتها بقمع شديد ثم انخفض معدل القمع مع انخفاض قوة الفعل المعارض أو انخفاض تأثيره مقابل قبول الشارع تدريجيا بشرعية الواقع الجديد ومعادلة القوة التي يرى.

 

– وكتابة الدستور الجديد هو أول جملة في النظام السياسي الجديد ، الذي سيتقدم به للعالم بعد الاستفتاء عليه ليكون ورقة المشروعية الخاصة به ولتتمكن الدول التي تمتلك قوانين تتعلق بمنع التعامل مع الدول الغير ديمقراطية بتجاوز عقدة القوانين والاعتراف بالنظام الجديد في مصر ، وهذه المرحلة تتطلب توافقا شعبيا عليها ليظهر الاستفتاء بمظهر ملعب توافق جميع القوى .

 

– وهنا يسعى الجيش وخلفه مخططوا الانقلاب المحليين والإقليميين لتمرير لعبة الاستفتاء عبر احتواء الإخوان داخلها ، فكل مرحلة من مراحل تثبيت الانقلاب لها استراتيجيتها الخاصة المناسبة ، و إن أكبر شرعية يحصل عليها النظام الحالي هو مشاركة النظام السابق في لعبته ولو بالرفض ، فهذه المشاركة مع ضمانته هو لنتيجة الاستفتاء مسبقا عبر حجم الدعاية الاعلامي و حجم الشوفينية في الشارع ضد الاسلاميين و عبر تغيير لجان الفرز من الفرعية إلى العامة ، سيسعى النظام حتما لمحاولة إقناع الإخوان بالمشاركة ولو بلا ، وهذه ال"لا" لن تكون في حقيقتها رفضا للنظام الحالي وانما اعترافا به وشهادة دخولك كمعارضة داخل منظوم النظام وبأدواته ، فلن يقبل منك بعد ذلك الحديث عن "ثورة" طالما ﻷنك في ذلك الوقت مجرد "فاشل" في حشد الناس لرأيك واتجهت للشغب ، وحينها سيكون قمعك مشرعنا أكثر من أي وقت مضى .

 

– وملامح هذه المرحلة تكون عبر تهدأة في الشارع ليس بمنع القمع وانما بإظهار القمع مظهر "الضعيف" واقتصاره على الغاز وبعض الخراطيش وسرعة هروب وانسحاب القوات امام التظاهرات والاكتفاء بالاستعراض الامني وليس القمع المباشر ، والإفراج التدريجي عن قيادات الصف الثاني وابداء حسن نوايا في التفاوض وادخال أطراف من قبيل "الاتحاد الأوروبي" و "قطر" وغيرها في سياق التفاوض لاقناع الإخوان بمسار التصويت بلا ، وبضمانة أوروبية وقطرية و اخفاء السيسي عن المشهد قليلا كونه الخصم والمتورط الرئيسي في الدم ، و التعهد باصدار اعلان دستوري يوضح مسار التصويت بلا عبر اجراءات ديمقراطية حقيقية بحيث سيتم اعتبار "لا" هزيمة الانقلاب داخليا ودوليا واعلان فشله.

 

– كل هذه السيناريوهات ليست من نسج الخيال ولا اجتهادات تحليلية بل هي معلومات من مسارات التفاوض المختلفة وقراءة للمشهد وربط كل اجزاءه ببعضه للوصول للصورة الكلية ، فالنظام يمتلك الواقع كله ويهيأه لنزع اعتراف من الاخوان ضمني به عبر عملية تضليل كبرى وواسعة تستخدم كل أوراق المشهد وتتلاعب بكل المشاهدات في الأرض لإيهام الإخوان وخداعهم بهذه اللعبة وإمكانية نجاحها عبر ضمانات أطراف خارجية يرى الإخوان أنها مصدر ثقة كالاتحاد الأوروبي وقطر وربما لاحقا يتم ادخال الامم المتحدة كطرف وسيط ايضا ، وكل هذا بناء على ثقة النظام المطلقة بقدرته على اخراج النتائج وفق ارادته مرة اخرى .

 

– وبمجرد اقرار الدستور بشرعية تصويتية ومشاركة الإخوان به أو بقية طوائف الثورة ضد العسكر يكون الإخوان وحلفائهم قد ذبحوا الثورة مرة أخرى على أعتاب الصناديق وهذا ما لا أظنه يحدث مرة أخرا أملا مني في أن الإخوان قد وعوا الدرس جيد ، لكن النظام الانقلابي يخطط لذلك ويسعى له وخلفه مل حلفاءه الاقليميين والدوليين ، بمجرد اقرار الدستور يدخل النظام في معركته التالية وهي تجفيف منابع الاسلاميين المالية والثقافية وشن حرب واسعة عليهم بلا هوادة لا تقف عند حد وهذا المسار سيكون أقوى في حال نال نظامهم اعتراف الاسلاميين انفسهم !

 

– إن الحفاظ على نقاء الثورة ضد العسكر من شوائب السلوك والانحراف في العناوين ولو أدى ذلك بها للضعف ، خير ألف مرة من تقويتها -توهما- بالانحراف السلوكي والسياسي والدخول في لعبة المساومات والصناديق ، فدهس الصناديق ومن صوت فيها عادة العسكر وجربناها منذ شهور فلا أمل مطلقا بثورة محبوسة في صناديق ، ولا تعويل مطلقا على ضامنين غربيين و شرقيين ، فالتعويل الأول والأهير عبر نقاء ثورتك وعناوينها ، و إن أدى ذلك لضعفه

 

– وبمجرد اقرار الدستور بشرعية تصويتية ومشاركة الإخوان به أو بقية طوائف الثورة ضد العسكر يكون الإخوان وحلفائهم قد ذبحوا الثورة مرة أخرى على أعتاب الصناديق وهذا ما لا أظنه يحدث مرة أخرا أملا مني في أن الإخوان قد وعوا الدرس جيد ، لكن النظام الانقلابي يخطط لذلك ويسعى له وخلفه مل حلفاءه الاقليميين والدوليين ، بمجرد اقرار الدستور يدخل النظام في معركته التالية وهي تجفيف منابع الاسلاميين المالية والثقافية وشن حرب واسعة عليهم بلا هوادة لا تقف عند حد وهذا المسار سيكون أقوى في حال نال نظامهم اعتراف الاسلاميين انفسهم !

 

– إن الحفاظ على نقاء الثورة ضد العسكر من شوائب السلوك والانحراف في العناوين ولو أدى ذلك بها للضعف ، خير ألف مرة من تقويتها -توهما- بالانحراف السلوكي والسياسي والدخول في لعبة المساومات والصناديق ، فدهس الصناديق ومن صوت فيها عادة العسكر وجربناها منذ شهور فلا أمل مطلقا بثورة محبوسة في صناديق ، ولا تعويل مطلقا على ضامنين غربيين و شرقيين ، فالتعويل الأول والأهير عبر نقاء ثورتك وعناوينها ، و إن أدى ذلك لضعفها فسيؤدي غدا لقوتها ، ومعظم النار من مستصغر الشرر

 

– يبقى في النهاية علينا أن نحدد ماذا نرفض ! .. هل نرفض الدستور أم نرفض النظام .، وعلى ضوء هذه الإجابة يكون سلوكك ،، أما الشيزوفرينيا السياسية فقد أوقعت منا شهداء لو وقعوا في معركة الوضوح ونقاء القضية كانت ستكون الدماء نارا تحرقهم ، لكن للأسف هناك البعض ممن لا يريد التخلص من شيزوفربنيا السياسة

 

المصدر: عربي 21



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023