|
الطلبة هم عماد الأمم وصناع المستقبل ولا تنهض الأمم دون شبابها، وفي الغرب يتم استقطاب الشباب من المدارس والجامعات لتكوين حكومات ظل وبرلمانات حتى يبدأوا في الانخراط في العمل السياسي ويدركوا مسؤوليتهم المستقبلية تجاه أمتهم، وأن الحكم يدار عبر التداول وفق نظام ديمقراطي لا يسمح لأحد بالهيمنة على مقدرات البلاد والعباد، وإنما يأخذ كل دوره في خدمة شعبه حتى إذا أخفق أو قصر اختار الشعب غيره. ولأن هذه القيم تزرع في نفوس الطلاب والشباب وهم صغار فتظل قيما حاكمة لهم طيلة حياتهم، يتقبلون الانتصار في الانتخابات على أنه تكليف والإخفاق على أنه تغيير، لكن في بلادنا تم إهمال الطلبة وإبعادهم عن العمل السياسي بل إن بعض الدول تعتبر العمل السياسي بالنسبة للطلاب والشباب «رجس من عمل الشيطان» يجب اجتنابه متناسين أن الحواجز التي كانت موضوعة بين الشباب وممارسة السياسة قد سقطت مع وسائل التواصل الحديثة، وقد لعب الطلاب دورا رئيسيا في الثورات العربية وكانوا عمادها وقدمت الجامعات المصرية على سبيل المثال مئات الشهداء والجرحى في الحراك الثوري منذ بدايته في 25 يناير 2011 كما كان لدور حركات الألتراس بكل أشكالها وانتماءاتها دورها الثوري المتميز، وقد أنشأ الطلاب والشباب حركات ثورية كثيرة لفتت أنظار المصريين والعالم بأفكارها وأدائها الثوري المتميز مثل «شباب ضد الانقلاب» و«عفاريت ضد الانقلاب» وحركة «مترو» و«فتيات 7 الصبح» وقد نشرت دراسات كثيرة حول ما قام به الطلبة من حراك ثوري منها التقرير الذي نقلته «الجزيرة نت» عن مؤشر الديمقراطية التابع لمجموعة «إيكونوميست» الدولية والذي جاء فيه، أن الاحتجاجات الطلابية في المدارس والجامعات المصرية ضد الانقلاب قد شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين حيث بلغ مجموع الاحتجاجات 1122 احتجاجا وتظاهرة طلابية من طلاب الجامعات والمدارس، وقد بلغ مجموع الطلاب الذين صدرت بحقهم قرارات فصل من الدراسة في شهر نوفمبر الماضي وحده 423 طالبا وقد تصدرت جامعة الأزهر قائمة الاحتجاجات تليها جامعات القاهرة والإسكندرية وحلوان، وقد مثلت المطالب المتعلقة بالصراع السياسي في البلاد 88 % من مطالب الطلبة بينما مثلت مطالبتهم بالإفراج عن أساتذتهم وزملائهم بقية المطالب، وقد نشرت صحف كثيرة قصة حركة «فتيات 7 الصبح» التي أسست من قبل فتيات في المرحلة الثانوية والجامعية اختاروا موعد السابعة صباحا للتظاهر ضد الانقلاب العسكري حيث يتقاطع مع ذهاب الموظفين لعملهم والطلاب لمدارسهم وجامعاتهم، وفي 31 أكتوبر الماضي تم القبض على 21 منهن خلال التظاهر في منطقة رشدي في الإسكندرية ووجهت النيابة لهن تهما عادة ما تلفق لكل من يتظاهر ضد الانقلاب مثل التجمهر والبلطجة وإتلاف ممتلكات المواطنين، وبلغت شهرتهن الآفاق حينما حكمت عليهن محكمة جنح سيدي جابر بالسجن 11 عاما وشهرا لأربع عشرة منهن مع إيداع سبع آخريات إحدى دور الرعاية الاجتماعية بشكل مفتوح، الحكم أثار الرأي العام العالمي وسلط الضوء على الدور السياسي للطلبة وكيف يمكن أن يكون مزعجا للأنظمة المستبدة وأنه لن يعود للوراء. |