شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

متى النصر؟ ـ عزة مختار

متى النصر؟   ـ عزة مختار
  ضاقت على الناس أنفسهم، وبلغت ببعض القلوب الحناجر، وأخذت البعض...
 

ضاقت على الناس أنفسهم، وبلغت ببعض القلوب الحناجر، وأخذت البعض الظنون وكثرت التساؤلات، متى النصر، متى يتحقق وعد الله؟ متى وكل الشواهد تقول بأن الباطل قد بلغ مداه، بل وصل الأمر بالبعض أن يتساءل: هل نحن على الحق؟

كيف وخيرة أهل الأرض فى المعتقلات ومن تبقى منهم مطاردين لا يقر لهم قرار؟!

كيف والحرمات تنتهك؟ والحرائر تستباح؟!

كيف والبيوت غير آمنة والمساجد تحرق والجامعات ساحات حروب؟!

كيف والأرزاق تحارب؟ والشرفاء يحاسبون؟ واللصوص يحكمون؟!

كيف والخيانة لها أبواق تهتف باسمها ليل نهار تسبح بحمدها وتقدس لها عبر إعلاميين باعوا أنفسهم منذ زمن وقد ارتفع سعرهم؟!

كيف وكيف؟!!

هل يمكن أن تخرج بلادنا من ذلك المنعطف؟ وكيف يحدث ذلك بعدما أحرقوا الأخضر واليابس بها؟ بعدما قتلوا شبابها؟ وسرقوا مستقبلها وجرفوا خيراتها لتحمله لهم الطائرات على حساباتهم فى بنوك سويسرا؟!

كيف يمكن أن نعيد بناء ما تم تدميره وهم دمروا كل شىء؟

وهل يمكن بناء إنسان قتلوا أباه وانتهكوا حرمة أخته، واعتقلوا أمه؟

حاولت أن أجول بفكرى عبر التاريخ الإنسانى لأبحث عن فترة تشبه ما نحن فيه حتى أستبين السبيل، فوجدت أن التاريخ الإنسانى ذاخر بتلك المآسى والخيانات وكانت نتيجتها الحتمية سقوط الطغاة ولو بعد حين، وعلو الحق وانتصاره طالما أن وراءه من يطالب به.

رأيت سمية التى تقتل بأخس الوسائل.

رأيت خبابا وهو يسأل النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخارى فى صحيحه فيقول: (شكونا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو متوسد بردة له فى ظل الكعبة فقلنا يا رسول الله ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له فى الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يصير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).

جلت فى كتاب الله علنى أهتدى، لأجد أن المؤمن منتصر ولو بعد حين.

النصر منة من الله وفضلا على المؤمن وليس مفروضا عليه أن يسعى حتى يحصل عليه.

نحن نعمل لدى الله عز وجل، ونحن مأجورون على أية حال، مطلوب منا العمل، وليس مطلوبا منّا إدراك النجاح، لكن مع الفضل والمنة برضا الله وجوار أنبيائه فى الجنة والشهداء والصالحين، فهناك الوعد الحق من رب العالمين، شفاء صدور قوم مؤمنين، عزة فى الدنيا وتمكين بعد الضعف والهوان، وعد بالنصر فى الدنيا، وعلى رؤوس الأشهاد يوم القيامة.

وثقتى بربى ويقينى به أننا منتصرون، وأن الله صادق الوعد، يقينى به أنه لن يرفع للظلم راية وأنه ما جعل الدين إلا ليمكن له.

يقينى به أن تلك الدماء الزكية لن تضيع هباء وأننا بها منصورون.

وها هو كتاب ربى يبشرنا بالنصر والفرج القريب: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرونَ).

(إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالّذِينَ آمَنُواْ فِى الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ).

(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

تبقى ما يعجل الله به النصر أيها المرابطون الأحرار، ليبحث كل منا فى ذاته فربما يكون هو سبب تأخر النصر، انهزم المسلمين فى أحد بذنب أربعين رجلا منهم، لمجرد مخالفة أمر نبيهم واستعجالهم، أيضا الاختلاف فيما بيننا يؤخر النصر، فلنوحد كلمتنا ولنكن على قلب رجل واحد، (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين)، ولنصدق النوايا ولنجعلها لله خالصة، فخروجنا له، وملاذنا عنده، وغايتنا هو، وثقتنا به أنه ناصرنا (كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023