حينما اندلعت تظاهرات حديقة جيزي في شهر يونيو الماضي التقيت نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي نعمان كورتولموش وهو أستاذ في الاقتصاد ينظر إليه كثيرون على أن يكون رئيس الحزب القادم خلفا لرجب الطيب أردوغان حال ترشحه لرئاسة الدولة في الانتخابات الرئاسية القادمة في شهر أغسطس المقبل.
وسألته عن أبعاد ما يجري في تركيا، فقال الرجل: «تركيا تتعرض لمؤامرة كبيرة بعدما أصبحت القوة الاقتصادية السابعة عشرة خلال فترة وجيزة، وفي الوقت الذي تتعرض فيه الولايات المتحدة وأوروبا لانتكاسات اقتصادية كبيرة ويعاني الاقتصاد الأوروبي من ضعف كبير وهناك أكثر من دولة أوروبية وصلت إلى مرحلة شبه الإفلاس
دشنت تركيا في هذا العام وحده مشروعات اقتصادية قيمتها 72 مليار دولار من بينها مطار اسطنبول الجديد الذي سيؤثر على كثير من المطارات الأوروبية لأنه سيكون أحدث المطارات في العالم وصمم ليكون مطار الترانزيت الرئيسي بين شرق العالم وغربه لذلك فإن دولا كثيرة أعلنت الحرب على تركيا وعلى هذه المشروعات التى بدأت تستقطب شركات عالمية، أما الدور السياسي فقد أزعج الغرب كثيرا لاسيما وأن الدول الاستعمارية القديمة هي التى تدير العالم وتستفيد من خيراته ولا تريد لأي دولة أخرى أن يكون لها تأثير في سياسات العالم ومساراته»
وقد رفض نائب رئيس حزب العدالة والتنمية تسمية أطراف المؤامرة على تركيا قائلا «وكل لبيب بالإشارة يفهم»، لكن تقارير كثيرة تحدثت عن أن المؤامرة بدأت منذ رفض حكومة العدالة والتنمية أن يضرب العراق من القواعد التي على أراضيها في عام 2003 بعدما صوت البرلمان التركي على ذلك واعتبرت الولايات المتحدة هذا القرار تمردا من دولة عضو في حلف الناتو، لكن النجاحات الاقتصادية المتتابعة للحكومة التركية جعلت الشعب يلتف حولها حتى نجح أردوغان في عام 2008 في تحييد الجيش وهذا ما أكده الجيش في الأحداث الأخيرة
أعلن قبل أيام أنه لن يتدخل في الأزمة السياسية الحالية الجارية في البلاد وأنه يلتزم الحياد، غير أن الإحراج البالغ الذي وجهه رئيس الحكومة التركية رجب الطيب أردوغان للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مؤتمر دافوس الاقتصادي ثم إرسال تركيا لسفينة أسطول الحرية إلى غزة لمحاولة فك الحصار عنها وقيام القوات الإسرائيلية بالهجوم على السفينة وقتل بعض الأتراك على متنها وإصابة آخرين
وأجبرت إسرائيل بعد ذلك على الاعتذار بعدما خفضت الحكومة التركية مستوى العلاقات مع إسرائيل، ثم قيام تركيا بدعم الثورات العربية وإقامة مشروعات اقتصادية عملاقة مع مصر تهدف إلى استعادة القارة الإفريقية مرة أخرى اقتصاديا وسياسيا، كل هذا جعل المؤامرات تزداد على تركيا لمحاولة القضاء على هذه الطموحات الاقتصادية والسياسية التى تقوض المشروعات الصهيونية – الأميركية – الأوروبية في العالم.