أكدت الصحيفة الكندية "جلوبال أند ميل" أن الأمور في مصر تتجه من سيئ لأسوء ولا ضمانة لدى المصريين من أن الاستفتاء على الدستور سيؤدي لتغير الأمور للأفضل.
وقالت الصحفية الكندية:"منذ انتزاع المجلس الأعلى للقوات المسلحة (SCAF) بقيادة اللواء عبد الفتاح السيسي السلطة من الرئيس محمد مرسي، فإن التحركات العسكرية المصرية الأخيرة للسيطرة على السلطة يجب ألا تثير دهشة احدا من الذين شاهدوا الربيع العربي الواعد عبر السنوات الثلاثة الأخيرة".
وأردفت "بالرغم من أولئك المصريين الذين يفضلون الاستقرار في ظل حكم الرئيس محمد مرسي فإن الانقلاب العسكري كان مرحبا به من العديد من العلمانيين ."
وقالت " النظام الحاكم الحالي يشبه إلى حد كبير النظام المستبد الذي قامت الثورة من اجل اسقاطه. مصر تتحول بسرعة إلى دولة أمنية حيث يتم سجن الصحفيين و منع التظاهر والمعارضة تتحول إلى جماعات محظورة. "
وحول إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية من قبل الانقلاب العسكري قالت الصحيفة " وجاء إعلان الحكومة أن جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، في أعقاب تفجير انتحاري في مقر الشرطة بـ مدينة المنصورة بدلتا النيل، حيث قتل 16 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 100 بجروح وذلك لتقييد الجماعة و بالرغم من إعلان إحدى الجماعات الجهادية، (أنصار بيت المقدس) عن مسئوليتها عن الانفجار، لكن ذلك لم يكون كافيا بالنسبة للسلطات المصرية لإدانة هذه الجماعة بدلا من أن تلقي بالمسئولية على جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت قد أدانت أفعال العنف أربعين سنوات.ويقوم الآن النظام الحاكم بالقبض على أي فرد يتعاون مع هذه الجماعة ويعتبرونها جريمة يعاقب عليها خمس سنوات في السجن. "
وأردفت "إعلان الحكومة كان غطاء رسمي على الوضع الراهن والتطبيق الجديد للقانون لن يفرق كثيرا مع قادة الإخوان المسلمين، الذين كانوا مطاردين منذ الانقلاب العسكري في الصيف، عندما ألقي القبض على الآلاف من اعضائهم وكان معظمهم من القادات. وتم قتل أكثر من 1،000 شخص . هذه ليست معضلة جديدة لجماعة الاخوان، التي تم حظرها في مصر على مدى 85 عاما من تاريخها."
وقالت "هذه المنظمة لها جذور عميقة في المجتمع المصري، التي كانت تقوم بـتوفير الخدمات الخيرية، والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات للملايين. وحظرت جميع هذه الأنشطة الآن. في الأسبوع الماضي، اضطرت صحيفة الجماعة لوقف النشر.وفي الوقت نفسه لا يزال في السجن، الرئيس السابق مرسي، أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذي أصبح الرئيس منتخبا نتيجة الانتخابات الديمقراطية عام 2012. الجيش اتهم الرئيس السابق بقتل المتظاهرين وبتدبير مؤامرة لإسقاط حكومة الرئيس السابق حسني مبارك بمساعدات أجنبية. إذا ثبتت ادانته فانه سيواجه عقوبة الإعدام. "
واختتمت " أحداث الأسبوعين الماضيين كانت سبب في اثارة كثير من الغضب. وقد أظهرت الحكومة المدعومة من الجيش في مصر زيادة في تغاضيها عن المثل الديمقراطي للربيع العربي. فهل من الممكن أن يكون إجراء انتخابات حرة ونزيهة عندما يتم تكميم أفواه الصحافة ويتم تحظير المعارضة؟ لقد ذهبت الأمور في مصر من سيئ إلى أسوأ، وليس هناك سبب للاعتقاد بأن النظام العسكري يسمح لهم بتغيير نحو الأفضل بعد التصويت في الانتخابات القادمة."