أكد ناشطون سوريون أن عناصر "الدولة الإسلامية في العراق والشام" انسحبوا من مواقع عدة كانوا يتمركزون فيها بمحافظتي حلب وإدلب وريفهما وسيطرت عليها كتائب المعارضة، يأتي ذلك مع اتساع الاشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة وعناصر هذا التنظيم لتصل إلى مدينة الرقة.
وقال مراسل الجزيرة إن هناك اشتباكات عنيفة تشهدها مدينة تل أبيض الحدودية بين الجبهة الإسلامية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، حيث تتمركز الاشتباكات حول مبنى الأمن السياسي والمخفر القديم الذي يتخذه تنظيم الدولة مقرا له.
وتعد المنطقة التي انسحب منها مقاتلو الدولة الإسلامية مهمة لوصول الإمدادات لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، ويقول مراقبون إن الانسحاب اليوم من معقل التنظيم في بلدة الدانة وبلدة أطمة المهمة لخطوط الإمداد دون قتال يشير إلى احتمال إبرام اتفاق لتفادي اشتباكات أوسع تستنزف قوة الجانبين، وهو ما يصب في مصلحة قوات النظام.
وقال نشطاء – في تقرير نشرته الجزيرة – في شمال سوريا إن مقاتلي جبهة النصرة ومجموعة أحرار الشام سيطروا على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في البلدتين.
وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل قائد الفوج السادس بلواء التوحيد "عمار ليلة" على يد عناصر من الدولة الإسلامية، في حين أعلنت المعارضة المسلحة أنها استعادت السيطرة في حلب على الفوج 46 وعلى الفوج 111 أكبر مقر عسكري لتنظيم الدولة الإسلامية، وسيطرت كذلك على بلدتي ترمانيين والتوامة في الريف.
كما أعلنت كتائب المعارضة سيطرتها على مدينة دارة عزة، وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية سلم جميع حواجزه ومقاره للمعارضة المسلحة.
وقد بث ناشطون سوريون صورا لتعزيزات عسكرية استقدمها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من المناطق الشرقية في سوريا باتجاه حلب. وقال الناشطون إن التنظيم أرسل تعزيزات يترأسها قيادي يسمى عمر الشيشاني من أجل استعادة مواقع في محافظتي إدلب وحلب.
كما بث ناشطون سوريون صورا لمظاهرة خرجت ليلا في مدينة الرقة، طالبت بخروج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من المدينة. وقال الناشطون إن المتظاهرين تجمعوا في شارع تل أبيض أحد الشوارع الرئيسية في المدينة استجابة لنداء أطلق سابقاً لتنظيم مظاهرات مناوئة لتنظيم الدولة الإسلامية. وخرجت مظاهرة مماثلة أيضا في مدينة مارع في ريف حلب.
ولليوم الثالث على التوالي، تواصلت المواجهات العنيفة أمس التي أسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين في حلب، إضافة لمقتل أكثر من عشرة مدنيين كانوا موجودين قريباً من مناطق الاشتباكات.
موقف وفتاوى
وفي السياق قال رئيس الهيئة العسكرية في الجبهة الإسلامية زهران علوش إن الجبهة صبرت طويلا على ما وصفه بالإيذاء والتحرش المتكرر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية حقنا لدماء المسلمين. وقال علوش في مقابلة مع الجزيرة ضمن برنامج "حديدث الثورة" إنه يأسف لأن التنظيم وضع نفسه في خانة العدو للجبهة.
كما أصدرت مجموعة من الروابط العلمية والهيئات الإسلامية السورية بياناً بشأن ما وصفتها بالتصرفات الآثمة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وجاء في البيان أن الروابط والهيئات الإسلامية تابعت ما حذرت منه سابقا من خطورة هذا التنظيم وتصرفاته على الثورة السورية والأمة الإسلامية.
وأكد البيان أن ما يقوم به هذا التنظيم ليس من الجهاد الإسلامي إنما هو عون للنظام وطعنٌ للثورة في ظهرها.
وأفتت مجموعة الروابط العلمية والإسلامية السورية بوجوب رد عدوان هذا التنظيم على الآمنين والمجاهدين، وقالت إن من قُتل من المجاهدين على يد تنظيم الدولة الإسلامية أثناء دفعهم فهو شهيد.
كما حرمت الروابط في بيانها الانتساب إلى هذا التنظيم والقتال تحت رايته.
ومن أهم الروابط الموقعة على البيان رابطة علماء الشام ورابطة العلماء السوريين وهيئة الشام الإسلامية ورابطة خطباء الشام.
والسبت أصدر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بياناً صوتياً أمهل فيه الكتائب التي تقاتله 24 ساعة لوقف الحملة ضده، مهدداً بانسحاب قواته من جميع جبهات القتال مع النظام السوري في حلب وريفها في حال عدم الاستجابة.
اعتقالات وقصف
وفي التطورات الميدانية الأخرى أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات النظام ومليشيات أبو الفضل العباس العراقية التي تقاتل إلى جانبه اعتقلت مئات الرجال في ريف دمشق.
وقال المركز إن تلك القوات اعتقلت الرجال الذين كانوا بصحبة عائلاتهم خلال محاولتهم النزوح من مناطق محاصرة جنوبي دمشق عبر حاجز بلدتي يلدا وحجيرة. وأوضح المركز أن قوات النظام وعناصر من لواء أبو الفضل العباس اعتقلت الرجال بينما عاد النساء والأطفال إلى المناطق المحاصرة.
وقد فشلت منظمات الإغاثة الدولية في دخول الأحياء المحاصرة بسبب قيام قوات النظام بمنعها أكثر من مرة.
في غضون ذلك، يتواصل قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة في ريف اللاذقية وريف دمشق منذ عدة أيام، وقالت كتائب المعارضة المسلحة إنها سيطرت على عدد من الأبنية المحيطة بحاجز طعمة، وأضافت المعارضة أنها قتلت عددا من عناصر الجيش النظامي في الاشتباكات التي جرت حول الحاجز.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة في دير الزور بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، وتحدث عن "خسائر بشرية في صفوف الطرفين" دون أن يحددها.
وقصفت القوات النظامية محيط بلدة الدار ومناطق في بلدة الحصن الواقعتين في ريف حمص، في حين قالت كتائب المعارضة المسلحة السورية إنها استولت على عدة آليات عسكرية وأسلحة في محافظة درعا.