شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

روبرت فيسك: شارون البطل صانع السلام والجزار

روبرت فيسك: شارون البطل صانع السلام والجزار
  كان يحظي باحترام في السنوات الثماني الأخيرة قرب وفاته بدون أي رسوم كارتونية تدنس سمعته، وبالطبع سيحظي...

 

كان يحظي باحترام في السنوات الثماني الأخيرة قرب وفاته بدون أي رسوم كارتونية تدنس سمعته، وبالطبع سيحظي بجنازة تليق بالبطل وصانع السلام ولا يمكننا إذًا Yعادة صياغة التاريخ.

كان سيقي أي قائد من الشرق الأوسط ظل 8 سنوات في غيبوبة مطية ريشة فناني الكاريكاتير في العالم ، حافظ الاسد كان سيظهر علي سرير الموت وهو يأمر أبناءه ليرتكبوا المجازار بينما سصور الخميني يأمر بمزيد من أحكام الإعدام كما لوكانت حياته طويلة إلي ما لا نهاية بينما شارون مرتكب مجزرة صبرا وشتيلا في حق كل فلسطيني تقريبا يبقي تجاهه صمت مقدس.

هو بغيض ومعروف بأنه قاتل لدي مجموعة صغيرة من الجنود الإسرائيلين ولدي العالم العربي الذي بذل شارون جهد رائع في إبادته لكنه حظي باحترام في السنوات الثماني الأخيرة قرب وفاته بدون أي رسوم كارتونية تدنس سمعته، وبالطبع سيحظي بجنازة تليق بالبطل وصانع السلام ولا يمكننا إذًا إعادة صياغة التاريخ.

 

لا يمكننا إعادة صياغة التاريخ لكن كيف استطاعي صحفي الواشنطون بوست والنيويورك تايمز أن يرمموا صورة الرجل الوحشي بعد ارساله الميليشيات اللبنانية من جيشه الحيواني إلي مخيم صبرا وشتيلا المكان الذي ذبح فيه أكثر من 1700 فلسطيني وأظهرت حينها نتائج التحقيقات الاسرائيلية أن شارون يتحمل مسئولية شخصية تجاه حمام الدم.

وهو من الذين قادوا كارثة الغزو الإسرائيلي للبنان قبل 3 أشهر مخادعا رئيس وزرائه بأن القوات ستتقدم فقد أميال قليلة عبر الحدود وبعد ذلك فرض حصار علي بيروت بتكلفة 17 ألف نفس

وتدريجيًا أعاد سياسات إسرائيل المخيفة، وبرز شارون كرئيس وزراء يزيل المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة وهذا بناء علي كلام متحدثه الرسمي يجعل أي ألأمل في تأسيس دولة فلسطينية كالسراب.

 

وبحلول وقت وفاته السياسية والعقلية فى 2006 فان شارون وبمساعدة الجرائم ضد الانسانية في الولايات المتحدة ونجاحه فى ادعاء ان عرفات مدعوم من بن لادن ورغم كل شيء اصبح هو صانع السلام فى حين عرفات الذي قدم الكثير من التنازلات حيال الطلبات الإسرائيلية تم تصويره علي أنه إرهابي خطير.

 

لقد نسي العالم أن شارون هو من وقف ضد معاهدة السلام مع مصر عام 1979 وأنه صوت ضد الانسحاب من جنوب لبنان عام 1985 وانه عارض مشاركة إسرائيل في مؤتمر مدريد للسلام عام عام 1991وتصويت الكنيست علي اتفقاقية أسلو عام 1993 والامتناع عن التصويت علي اتفاقية سلام مع الأردن في السنة التي تليها وتصويته ضد اتفاقية الخليل عام 1997. وقد أدان شارون سلوك إسرائيل في التراجع من لبنان عام 2000 وفي 2002 بني 34 مستطونة إسرائيلية غير شرعية علي الأرض العربية.

 

لا بأس به صانع سلام! حينما دمر طيار إسرائيلي مبني سكني بغزة وقتل 9 أطفال بالإضافة إلي هدفه من حماس وصف شارون وقتها العملية بالنجاح العظيم والأمريكان كانوا في صمت . ولأنه خدع حلافئه الغربيين بالفكرة المجنونة التي تقول أن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كان جزء من معركة بوش الوحشية ضد الارهاب بالعالم وبأن عرفات كان نفسه بن لادن وأن الحرب الاستعمارية العالمية جزء من صراع كوني مع التطرف الديني.

 

والمباراة الاخيرة المروعة في الملابسات الهزلية الاخري للردود السياسية كانت ادعاء جورج دبليوبوش أن شارون هو رجل السلام، وعندما أصبح رئيس وزراء كانت وسائل الإعلام لا تركز علي قسوته ولكن براجماتيته وواقعيته مذكرة مرارا وتكرار أن شارون معروف بانه "البلدوزر"."

 

وبالطبع البلدوزر الحقيقي سوف يسعي لأفساح الأرض العربية للمستعمرات لليهود لسنوات بعد موت شارون وهذا يؤكد انه لن يكون هناك أبدا دولة فلسطينية.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023