حيث يفتح دافوس أبوابه لكبار رجال الأعمال و السياسيين في العالم لمناقشة أفضل السبل للتعامل مع المخاوف الاقتصادية العالمية ، لا تزال الشعوب في العالم العربي ، وخاصة مصر وسوريا ، تعاني من الحكم الاستبدادي الذي يتسبب فى شلل النمو الاقتصادي و الاجتماعي.
وحيث تناضل مصر مع تداعيات الانقلاب العسكري الدموي الذي أودى بحياة الآلاف من المصريين ، بما في ذلك النساء والأطفال ، وطلاب الجامعات ، فيتعين على زعماء العالم أن يكون على بينة من أهمية الديمقراطية للاستقرار الاقتصادي. فالانقلاب العسكري القائم منذ 3 يوليو أدى إلى الاطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصرعلى الإطلاق ، وقامو بالاعتقال التعسفي لآلاف من النشطاء السياسيين ، بمن فيهم المسؤولون المنتخبون من جميع الأحزاب السياسية الرئيسية . وأغلقت وسائل الإعلام المستقلة التي عارضت الحكم العسكري، و تم اعتقال الصحفيين والاعتداء عليهم ، والقضاء على حريات التعبير والتظاهر والغاء تكوين الجمعيات . وتواصل الحكومة المعينة عسكريا فى اتخاذ اجراءات صارمة ضد جميع النقاد من مختلف ألوان الطيف السياسي دون تمييز. حيث أصبح نشطاء التوجه العلماني أوالديني على حد سواء وراء القضبان لسبب وحيد وهو التعبير عن آرائهم.
وبالتالي فإننا نشعر بالصدمة و الفزع مما تقوم به مؤسسة دافوس لهذا العام من توفير منصة لمرتكبي هذه الجرائم للحديث عن الآفاق الاقتصادية في مصر. فالسيد الببلاوى ، أحد المتحدثين في المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، هو رئيس وزراء حكومة معينة من قبل القادة العسكريين الذين قامو بالإطاحة قسرا برئيس منتخب من السلطة و قتل و اعتقل الآلاف من المتظاهرين ظلما بتهمة منافية للعقل ، ثم وصف خصومهم بـ" الإرهابيين " و " العملاء للأجانب " . السيد الببلاوى هو رئيس الوزراء المسؤول عن ما وصفته هيومن رايتس ووتش بأنها أسوأ جريمة قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث ، و رئيس الوزراء الذي ينتهك سيادة القانون من خلال إعلان خصومه السياسيين بأنهم إرهابيون بعد ان قال للشعب المصري أنه لا يوجد جهة تنفيذية لها السلطة القانونية للقيام بذلك ، و رئيس الوزراء الذي اعتقلت حكومتة النشطاء السلميين اصحاب حملة التصويت بـ'لا' أو المحتجين على العملية المؤدية إلى الاستفتاء على الدستور المزور تحت رعاية المؤسسة العسكرية .
وجوده في منتداكم يجلب العار للمنتدى و يمكن تسليط أي ضوء على أي من الحقائق الاقتصادية أو السياسية في مصر : الحكومة المعينة من قبل القادة العسكريين لا يمكنها أن تجلب لا الديمقراطية ولا الانتعاش الاقتصادي. النظام الحالي في مصر يجر البلاد إلى الهاوية، اقتصاديا وسياسيا . الاستقرار الاقتصادي لا يمكن تنفيذه أو اقراره في غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان الأساسية للجميع.
وكما أشرت فخامتكم في الجلسة الافتتاحية للمنتدى يوم الثلاثاء ، أنه ينبغي أن تكون القيم الإنسانية ضمن المناقشات في المنتدى. " القيم مهمة لأننا نريد أن نرقى إلى التزام المنتدى الاقتصادي العالمي بتحسين حالة العالم ". استضافة مايسمى السيد الببلاوى في مواجهة القيم الإنسانية العالمية سارية المفعول هو تأييد لكل ما قد حدث من خطأ مؤخرا من انقلاب فى مصر.
مع خالص التقدير،
يحيى حامد،
وزير الاستثمار في الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في مصر، والتي أطيح بها قسرا و بصورة غير شرعية، بواسطة الانقلاب العسكري فى 3 يوليو.
لرؤية الرسالة بنصها الانجليزي .. اتبع الرابط
