شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أنا وصديقي “النصراني” في معرض الكتاب

أنا وصديقي “النصراني” في معرض الكتاب
    كنت في زيارة لمعرض الكتاب بالقاهرة هذا العام .. وأثناء شرودي في البحث لترتيب جدول...
 
 
كنت في زيارة لمعرض الكتاب بالقاهرة هذا العام .. وأثناء شرودي في البحث لترتيب جدول أعمالي داخل المعرض ..اقتحمني شخص بابتسامة ووسامة .. واستئأذن أن يشاركني مقعدي .. وبعد جلوسه ببرهة قصيرة وجدته يستدرج الحديث معي محاولا ألا يُشعرني بالتطفل .. وبدأ يتبادل أطراف الحديث معي ويُعرفني بنفسه في طياته دون سردٍ متتابع .. حيث بدأ بأنه من محافظة المنيا ثم بأنه طبيب امتياز وأنه "أول سنة يزور المعرض" وأخيراً بأن اسمه "مينا" .. لم أتفجأ من الإسم واعتربتها محض صُدفة ..
 
 
وبسرعة قلب مدار الحديث من مواضيع عامة نتبادل فيها وجهات النظر كان من أهمها "إرشاده لي عن كل ما أجهله في المعرض وإبداءه الاستعداد لمساعدتي" .. حيث سألني في أي المواضيع تُحب القراءة وبها تهتم ؟! .. وبعد إجابتي بادلني هو بالإجابة عن نفسه دون سؤال مني .. حيث أخبرني أنه يقرأ في مجاله في الطب وأيضاً مهتم جداً بالقراءة في "الأديان" .. ثم راح يتكلم بأسلوب مُتقن وكلام مرتب عن نعمة العقل وكيف أن الإنسان يجب ألا يكون مُنغلقاً على أفكاره لا يسعه أن يبحث ويغير قناعته ..
وحينها بادرته مُباغتاً بسؤال .. ماذا تعرف أو قرأت عن الإسلام ؟! .. تجاهل سؤالي بدايةً ولكنني بعد ساعات من الحديث استشفيت الإجابة منه ..
 
 
أكمل كلامه وكان يُصر أن يحول مسار الحديث بخفةٍ ليكون فقط عن دين "النصارى" .. وبدأ يعُرفني على عقيدته وأن ما يشاع عند المسلمين من أن النصارى يعبدون ثلاثة آلهه ليس بصحيح .. وأوضح لي ما معنى الثالوث عنده ..
سمعت منه وكنت آحاجه بالعقل .. وكان قد جهز لكل سؤال جواب ولكل آية من القرآن نصاً من الإنجيل "المُحرف"
 
تابعنا الحديث الذي كان يحاول فيه جاهداً أن يعرض عليا دينه وما يظنه سيثير الشبهة عندي في الإسلام .. وكنت قد قررت أن أخوض المغامرة لآخرها .. ثم عرض علي في نهايته أن يُهديني طبعةً من الإنجيل وسيقوم بشرائها لي من أحد الأكشاك بالمعرض ..
وأمام الكُشك قال لي بالنص "يوجد ترجمة جديدة للإنجيل خاصة بالمسلمين لكي يسهُل عليكم فهمه" ..
وكانت نهاية اللقاء معه أن تبادلنا معلومات التواصل وتفرقنا ..
 
 
معرض الكتاب هذا العام مليء بأكشاك تابعة لهيئة الخدمة الروحية للنشر .. وتقدم عروضاً هائلة وهديا لكل زُوارها .. حيث أن سعر كتاب الإنجيل جنيه واحد فقط وسعر الإنجيل المترجم للمسلمين ثلاثة جنيهات فقط !! .. هذا بالإضافة للمطويات التي توزع وقصص الأطفال وأفلام الكارتون والأفلام الوثائقية التي تبشر بالنصارية وتدعو لها بكل صراحةٍ ووضوح ..
والأدهى من ذلك وجود هذه المجموعات الشبابية المنظمة التي تأكد لي تدريبها وتثقيفها جيداً للدعوة لدينهم والتواصل مع الناس بشكل إبداعي ..
 
 
أنا لن أنكر عليهم ذلك ولن أطالبهم بتقنين فعلهم أو أسألهم لماذا يفعلونه .. إذ أن كُل صاحب عقيدة "صادق" يأمل لو أن الجميع مؤمنون بعقيدته .. ويبذل جهده لذلك ..
وأيضاً لن أنخرط في الأسلوب المبتذل وحُجج البُلداء الذين صدعونا بالاتهمات الموجهة للتآمر على الإسلام ومحاربته .. الذي بات جلياً لكل ذي عقل ثباتهُ دون حاجةٍ لاتهماتهم أو أحاديثهم الشبيهة بعلاقة الملابس ..
ولكني سأتوجه لهم بالسؤال .. ماذا قدمتم ليفهم أهل الإسلام دينهم الذي يعتقدونه ويؤمنون به ؟!
 
 
فليست المشكلة في قلة عدد المسلمين .. ولكن المشكلة في فهمهم له .. والذين أصبحوا "كغُثاء السيل" ..
بل يكفينا لنصرة الإسلام أن تكونوا أنتم أيها "الملتزمون بالدين" واجهات ومنابرَ قُدوةٍ له .. يُشار إليكم في أخلاقكم وتعاملاتكم وسعةُ صدوركم للجميع وتزيُنِكم بسمات الإسلام العظيم في كل مناحي الحياة ..
 
 
ولا أعلم من الذي أقنعنا لا سيما قيادات العمل الإسلامي الذي بان ذلك واضحا في اهتمامتهم وخطابتهم وتوجيهاتهم بأن واجب الوقت هو الإهتمام بالعمل السياسي وتوعية الناس سياسيا .. دون الإلتفات لأساس الطريق في الدعوة والفهم الصحيح للإسلام الوسطي والإلتزام به .. والذي إن اتزن وثبُت عند عامة العامة أفلحنا بعده في كُل أمر .. ولم يؤثر علينا أيُ جهدٍ من محاربٍ يحاول نشر عقيدته أو صرف الناس عن الإلتفاف حول كل مشروعٍ نتبناه أو ندعمه ..
 
 
وأظننا لو بذلنا جُهدنا لتعريف الناس على وسطية الإسلام مثل جُهد الإخوان في تعريف الناس على مشروع "النهضة" وبدأهم بأنفسهم لفهمه فهماً جيداً فأهلُ بيوتهم ثم إقامة الدورات وجمع الإحصائيات والغضب له والرد على الشُبه التي أثيرت حوله .. لسابقنا الزمن ولجعلنا من الإسلام الوسطي مشروعا قومياً يلتفت الناس حوله بفطرتهم ويدافعوا عنه وعن أهله ولا يستجبون لكل ناعقٍ ينتقصه بحديث أو تصرفٍ أو إقرار فعل .


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023