يأتي إجماع الإعلام المصري على المشير عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب رغم أن الشارع مقسوم – حاليا – منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو الماضي. إلا أن الإعلام المصري بالغ في نقل تحركات السيسي وقرارته وخطاباته ونقل آراء مؤيديه وممجديه.
هذا التخندق الذي اتخذه الإعلام المصري بشقيه الرسمي والخاص حال دون وصول أصوات تنتقد قرارات السيسي على صفحات الصحف، بل وصل الأمر إلى حد الهوس بنشر كل شيء يتعلق بالسيسي من قريب أو بعيد.
فقد بدأت رئيسية بوابة الأهرام – اليوم – بـ: "شارع قديم يحمل اسم السيسي في فنلندا بمقاطعة كاينو التاريخية بها شمال شرقي هلسنكي، على مقربة من مقاطعة كاريليا الروسية شمال غربي روسيا الاتحادية".
وبدأت الصحيفه بالقول: "أثار الكشف عن وجود شارع يحمل اسم "السيسي"– Sissi Katuفي مدينة كاياني- إحدى المدن الصغيرة شمال شرقي فنلندا دهشة الكثيرين من المراقبين المحليين والأجانب".
برغم أن الأمر لا يتعدي كونه اسم شارع قديم في المدينة، وليس له علاقة على الإطلاق بالمشير السيسي ولا بالأحداث الجارية في مصر؛ إلا أن الأهرام تابعت أنه أثار دهشة المراقبين وليس المحليين فقط بل الأجانب أيضا!.
فقالت الصحيفة: "تقول المراجع التاريخية إن سكان كاينو الأصليين ينحدرون عن قومية تسمى "سامي"، وكانوا في معظمهم من صيادي الحيوانات والأسماك منذ القرن السابع عشر، ممن استوطنوا هذه البقاع رغبة في الاستفادة من تيسيرات حاكم فنلندا الذي أقر الكثير من الإعفاءات الضريبية لسكان المنطقة، بغية حشد القوى البشرية تحسبًا لأخطار الغزو الروسي من الشرق".
ثم اختتمت الصحيفة الخبر – الذي يبرز أن الإعلام المصري كأنه يبحث عن أي تأييد وتعظيم لقائد الانقلاب المشير السيسي حتي لو كان باسم شارع قديم بمدينة أوروبية وليس له علاقة بالمشير سوي تشابه ترتيب الحروف – فقالت: "من اللافت أن "شارع السيسي" اليوم صار عنوانًا للكثير من المؤسسات المالية والتجارية في المدينة التي لا يتعدى تعدادها أكثر من مائة ألف نسمة".
لم ينته الأمر عند الأهرام؛ بل كان رئيسية المواقع المصرية – اليوم – خبر عن صحيفة الليبراسيون الذي قالت فيه أن المشير عبد الفتاح السيسى، أصبح منذ عزل الرئيس محمد مرسي "الانقلاب العسكري"، بطلا قوميا في مصر.
وأضافت الصحيفة الفرنسية – حسبما نقلت المواقع – أن وسائل الإعلام المصرية تصفه باللقب "البطل القومي"، مشيرة إلى أن صور المشير السيسي، بوجهه الصارم الذي تخفيه في بعض الوقت النظارات الشمسية، تزين الشوارع والمحلات التجارية وبعض المباني في القاهرة.
وعلقت الفرنسية بالقول إن الغالبية العظمى من المصريين – علي حد وصف الصحيفة – تدفع السيسى للترشح للانتخابات الرئاسة، معتبرة أن فوز المشير السيسي في الانتخابات (في حال ما أعلن ترشحه) لا شك فيه، لأن المرشحين المحتملين الأكثر ذكرا أعلنوا أنهم لن يخوضوا غمار الانتخابات؛ إذا ما أعلن السيسي ترشحه.
وبرغم أن الأمر قد لا يتعدي كونه أخبارا مدفوعة الأجر كما سبق ونشرت صحيفة اليوم السابع عن قيام رجل الأعمال المصري أحمد هشيمة بشراء صفحتين بالتايمز؛ لنقل كل ما يؤيد 30 يونيو، وتصحيح – علي حد تعبيرهم – وجهة نظر الغرب عنها وعن كل ما ينشر عنها باعتباره انقلابا.
المؤيدون ينتقدون
فإلى متي يظل الإعلام المصري يبالغ بنشر كل ما يؤيد المشير السيسي، ويظهره على أنه بطل قومي ولم تنجب مصر مثله على الإطلاق، وأنه أنقذ مصر بشكل لم يسبق له مثيل؟
"يعود ليصنع لنا فرعونا جديدا" هكذا قالت الإعلامية لميس الحديدي التي تؤيد الانقلاب وممارساته، ومحمد أبو الغار القيادي بجبهة الإنقاذ، والذي قال أن "التأييد الهستيري للمشير سيحول الانتخابات لاستفتاء، وأنه ليس بصالح الديمقراطية".
فالمبالغة بالتأييد من الإعلام جعلت مؤيديه ينتقدون ذلك ويرفضونه.